إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 19 فبراير 2014

خلاصة كتاب : العادات السبع للناس أكثر فعالية . ستيفن آر . كوفي



ص : 13 .
« أحد المبادئ التّي كان لها أعمق الأثر في حياتي هو : إذا أدرت تحقيق أقصى طموحاتك , و تجاوز أكبر التحديات التّي تواجهك , حدد المبادئ أو القوانين الطبيعيّة التّي تحكم الأهداف التّي تسعى وراءها , و اعمل على تطبيقها . و ستتباين مناهج تطبيق تلك المبادئ تبايناً كبيراً , كما أنّها ستعتمد أيّما اعتماد على قوانا المتفرّدة و مهاراتنا و ملكتنا الإبداعيّة , و لكن يظل نجاحنا في أي جهود نبذلها متحققاً من العمل المتّسق مع المبادئ المرتبطة بالنجاح » .
ص : 16 .
« عندما نعتنق مبدأ أنّنا ضحايا لظروفنا , و نستسلم لظلمة الحتميّة , فهذا يعني فقدان الأمل و فقدان الحافز , و من ثم الوقوع في مستنقع الركود و تقبّل الأمر الواقع » .
ص : 32 .
« خلال أكثر من خمسة و عشرين عاماً من عملي مع النّاس في العمل , و الجامعة , و استشارات الزواج , و علاج الأسرة , إلتقيت بالعديد من الأفراد الذي حققوا نجاحاً ماديّاً هائلاً . و لكنّهم وجدوا أنفسهم في صراع مع النهم الداخلي و الرغبة العميقة لتحقيق التوافق الشخصي الداخلي و الفعّاليّة و العلاقات الصحيّة المتناميّة مع الآخرين . و أعتقد أنّنا نشاركهم بعضاً من تلك المشاكل التي يعانون منها » .
ص : 38 .
« إن محاولة تغيير التوجهات و السلوكيات الخارجيّة لن يخدمك على المدى البعيد , إذا أخفقت في التّعرف على التّصورات الذهنيّة الأساسيّة التّي تستقى منها تلك التّوجهات و السلوكيّات » .
ص : 46 .
« المبادئ هي إرشادات للسلوك الإنساني , و التّي ثبت أنّها ذات قيمة ثابتة و دائمة . و إنّ هذه المبادئ أساسيّة و غير قابلة للنقاش لأنّها ذاتيّة البرهان . و واحدة من أسرع الطرق التّي تمكنّك من فهم الطبيعة الثابتة للمبادئ هي التفكير في سخافة أن تعيش حياة فعّالة أساسها اعتناق أو استخدام عكس تلك المبادئ . فلا أعتقد أنّ أيّاً منّا سيفكر بجديّة في اتخاذ الظلم أو الخداع أو الدونيّة أو اللامبالاة أو المقدرة المتوسطة التّدني كأساس قوي للنجاح و السّعادة الأبديين . و على الرغم من أنّ النّاس قد يجادلون حول طريقة تعريف تلك المبادئ أو توضحيها أو كيفيّة تحقيقها , فهناك إحساس بوجودها . و كلّما تشابهت خرائطنا أو تصوّراتنا الذهنيّة مع تلك المبادئ أو قوانين الطبيعة ازدادت دقّتها و فاعليّتها . و مما لا شك فيه أنّ تأثير الخرائط الصحيحة على شخصيّتنا و على فعّاليّة علاقتنا مع الآخرين يتسم بأنّه أقوى من أي جهد نبذله لإحداث تغيير في توجهاتنا و سلوكيّاتنا » .
ص : 48 .
« لابد من تعلّم الإنصات من أجل إقامة علاقات فعّالة مع الزوجة أو الزوج أو الأطفال أو الأصدقاء أو شركاء العمل . و هذا يتطلّب قوة عاطفيّة , لأنّ الصبر و الإنفتاح و الرغبة في الفهم جزء من الإنصات , و هي سمات عالية التطور للشخصيّة . و من السهل للغاية أن يتصرّف المرء من منطلق مستوى عاطفي منخفض و يعطي نصائح رفيعة المستوى » .
ص : 54 .
« ذكر آلبرت أينشتاين ملاحظة قائلاً : " لا يمكن حل المشكلات الكبيرة التّي تواجهنا و نحن على ذات مستوى التفكير الذي كنّا عليه عندما صنعنا هذه المشكلات " . عندما ننظر حولنا و بداخلنا و ندرك المشاكل التّي خلقناها على مدار حياتنا و أثناء تفاعلنا مع الأخلاق الشخصيّة ندرك أنّها مشاكل أساسيّة و عميقة لا يمكن حلّها بنفس المستوى السطحي الذي تكونت نتيجة له . و نحن بحاجة إلى مستوى جديد و أعمق من مستويات التفكير , نريد تصوّراً ذهنيّاً قائماً على أساس المبادئ التي تقدم وصفاً دقيقاً لأرضيّة فاعليّة و تفاعل البشر لحل تلك الهموم العميقة » .
ص : 55 .
« قد أتيحت لي فرصة العمل مع العديد من النّاس : أناس رائعين , و أناس موهوبين , و أناس يودون من أعماقهم تحقيق السّعادة و النجاح , و أناس باحثين , و أناس يتسببون في جرح الآخرين . كما عملت مع مديرين تنفيذيين و طلبة جامعة و جماعات دينيّة و عائلات و أزواج و زوجات , و خلال تجاربي العديد , لم أر أبداً حلولاً دائماً للمشاكل و سعادة و نجاح دائمين تأتي من الخارج إلى الداخل . و ما رأيته يتمخض عن التصورات الذهنيّة التّي تأتي من الخارج إلى الداخل هو أناس تعساء يشعرون بأنّهم ضحايا و مقيّدون . و الذين يركزون دائماً على نقاط ضعف الآخرين و يلومون ظروفهم على الجمود الذي ألمّ بحياتهم . و قد رأيت زيجات تعيسة حيث يريد كل طرف من الطرف الآخر أن يتغيّر , و يعدد كل واحد منهما خطايا الآخر , و يحاول تشكيل الطرف الآخر على هواه . و كم شاهدت من خلافات إداريّة حيث يهدر النّاس الكثير من وقتهم و طاقاتهم في محاولة لوضع تشريع يجبر النّاس على التّصرف و كأنّ أسس الثقة ضاربة بجذورها » .
ص : 58 .
« تتكون شخصيّتنا في الأساس من عاداتنا . تزرع فكرة تحصد عملاً , و تزرع عملاً تحصد عادة , و تزرع عادة تحصد شخصيّة , و تزرع شخصيّة تحصد مصيراً , و تستمر تلك الحكمة بلا نهاية . و تعد العادات عوامل مؤثرة في حياتنا , لأنّها متماسكة و مترابطة , و عادة ما تكون نماذج غير واعية , فإنّها تُعبر بشكل دائم و يومي عن شخصيّتنا و تصنع فعّاليتنا , أو انعدام تلك الفعّاليّة . و كما قال المعلم العظيم هوارس مان " العادات تشبه الحبل الغليظ ننسج أحد خيوطه كل يوم و سريعاً ما يصبح مستحيل القطع " , و أنا شخصيّاً لا أتفق معه في الجزء الأخير من تعبيره . فأنا أعلم أنّه قابل للقطع . فالعادات يمكن تعلّمها و يمكن التوقف عن القيام بها . و لكنّي أعلم أنّها ليست حلاًّ سريعاً لأنّها تتطلب عمليّة و التزام لا حدود له » .
ص : 59 .
« العادات أيضاً لها جاذبية هائلة , أكثر مما يدركه الكثير من النّاس أو يعترفون به . و الإنتهاك العميق الذي ينطوي على عادات مثل المماطلة أو نفاد الصبر أو اللامبالاة أو الأنانيّة و التّي تنتهك مبادئ الفعّاليّة الإنسانيّة الأساسيّة , يتطلّب أكثر من بعض من الإرادة و القليل من التغييرات التّي مكن إحداثها في حياتنا . و الإنطلاق يتطلّب جهداً هائلاً و لكن ما إن ننطلق خارج الجاذبيّة تأخذ حريّتنا بُعداً جديدًا تماماً » .
ص : 87 .
« إنّ مواهبنا البشريّة المتفرّدة تسمو بنا فوق عالم الحيوان . و القدر الذي نصقل و نطور به هذه المواهب يعزز من قوّتنا , لكي نستغل امكاناتنا الفريدة . فبين المحفز و الإستجابة تكمن أعظم قوة نملكها : حريّة الإختيار » .
ص : 88 .
« الناس الذين يتمتعون بالمبادرة السريعة يدركون تماماً معنى تحمّل المسؤوليّة و لا يعلقون سلوكيّاتهم على الظروف أو الأحوال , لأنّهم يعون تماماً أنّ سلوكيّاتهم هي نتاج لإختيارهم الواعي المبني على أساس من القيم و ليست وليدة الظروف التّي يمرّون بها و المبنيّة على المشاعر » .
ص : 93 .
« إنّ حمل النّاس على تحمّل المسؤوليّة لا يقلل من شأنهم , بل إنّه مجرد تشجيع و حب لهم . فالمبادرة قد تكون خاملة في الوقت الحالي , بيد أنّها موجودة . و إذا احترمنا طبيعة المبادرة لدى الآخرين , فإنّنا نعكس لهم من خلال مرآة المجتمع صورة واضحة و غير مشوّهة » .
ص : 107 .
« يوجد لدى الكثير من النّاس الذين يعمدون إلى تفسير معنى " مبادر " بأنّه شخص لحوح و عدواني و عديم الإحساس , و لكن هذا التفسير بعيد كلّ البعد عن المعنى الحقيقي . فالشخص المبادر ليس لحوحاً , بل هو شخص ذكي تقوده القيم , و لديه القدرة على قراءة الأحداث و يعلم ما يتعيّن عليه القيام  به » .
ص : 110 .
« قبل أن نحول تركيز حياتنا على دائرة التأثير , نحن في حاجة إلى التفكير في أمرين يقعان ضمن دائرة الهموم تفكيراً أعمق : العواقب و الأخطاء . ففي حين أنّنا نتمتع بحريّة احتيار أفعالنا , فإنّنا لا نملك ترف اختيار عواقب تلك الأفعال . لأنّ العواقب محكومة بقانون الطبيعة [ بل الله تعالى ] . و هي تقع خارج دائرة الهموم , فبإمكاننا أن نختار الوقوف أمام القطار مسرع , و لكنّنا لا نستطيع أن نقرر ماذا سيحدث لنا بعد أن يصدمنا القطار [ ... ] و سلوكنا يخضع لسيطرة المبادئ , فالعيش في توافق معها يجلب عواقب حميدة , أما انتهاكها فيجلب عواقب وخيمة . و نحن نتمتع  بحريّة اختيار استجابتنا لأي موقف , و لكن عند قيامنا بذلك , فنحن نختار بالتعبيّة العواقب المرتقبة . عندما نختار أحد أطراف العصا فنحن نختار الطرف الآخر » .
ص : 113 .
« يقول صامويل جونسون : لابد أن يتدفق  نبع الأفكار من داخل العقل , و من يمتلك القليل من المعرفة حول الطبيعة الإنسانيّة و يسعى وراء السعادة إلى الحد الذي يدفعه إلى تغيير أي شيء عدا شخصيّته , فإنّه يهدر حياته في جهود لا طائل منها , و يضاعف من الأسى الذي يحاول التخلّص منه » .
ص : 117 .
« عندما انظر إلى قبور العظماء يموت بداخلي أي شعور بالحسد , و عندما أقرا العبارات الجميلة المكتوبة عليها تذوى بداخلي كل الرغبات الجامحة , عندما أرى عيون الآباء تقطر حزناً عند القبور ينفطر قلبي تعاطفاً معهم , و عندما أرى قبور الآباء أنفسهم أفكر في عدم جدوى الحزن على هؤلاء الذين سنحلق بهم سريعاً , و عندما أرى الملوك يرقدون جنباً إلى جنب مع هؤلاء الذين انتزعوا منهم الحكم , و أرى المتنافسين أو الرجال الذين قسموا العالم بسبب أفكارهم و أثاروا به النزاعات يرقدون جنباً غلى جنب أتدبر بحزن و دهشة المنافسة و الصراعات و المناظرات بين الجنس البشري , و عندما أقرا التواريخ المختلفة المكتوبة على القبور لبعض الذين توفوا بالأمس و الذين توفوا منذ مئات السنين أفكر في يوم القيامة حيث سنحشر جميعاً » .
ص : 118 .
« معظم النّاس يكتشفون أنّهم حققوا انتصارات جوفاء و نجاحات جاءت على حساب أشياء اكتشفوا فجأة أنّها أكثر أهميّة . و غالباً ما يتسارع النّاس من كافة ضروب الحياة : الأطباء و الأكاديميون و الممثلون و السياسيون و رجال الأعمال و الرياضيون و حتّى السباكون , لتحقيق دخل أعلى أو للحصول على درجة وظيفيّة أعلى , ليكتشفوا في النهايّة أنّ سعيهم لتحقيق هدفهم قد أعمهم عن أشياء مهمّة بالنسبة لهم , و التّي لم يعد لها وجود في حياتهم الآن » .
ص : 121 .
« إنّ الإدارة تركز على القاعدة الأساسيّة : كيف يمكنني إنجاز تلك الأمور على الوجه الأكمل ؟ أما القيادة فتركز على الخطوط العلويّة : ما هي الأشياء التّي أود تحقيقها ؟ و كما قال بيتر دراكر و وارن بينز : " الإدارة هي أداء الأمور بالطريقة الصحيحة , أما القيادة فهي القيام بالأمور الصحيحة " . و الإدارة هي الكفاءة في ارتقاء سلم النجاح , أما القيادة فهي التّأكد من أنّ السلم يستند إلى الجدار الصحيح » .
ص : 134 .
« كل شريك في الزواج ينزع إلى انتظار مبادرة الطرف الآخر بإظهار حبّه لا ينال سوى خيبة الأمل فحسب , بل يتعدى الأمر إلى تأكده من مصداقيّة الإتهامات التي يوجهها إلى الشريك الآخر . و التظاهر بأن كل شيء على ما يرام في العلاقة هو أمان زائف » .
ص : 136 .
« واحدة من القوى المهيمنة على العديد من النّاس هي التملك , ليس تملك الأشياء الملموسة و الماديّة فحسب مثل الملابس المسايرة للموضة و المنازل و السيّارات و القوارب و المجوهرات , بل تملك الأشياء المعنويّة كذلك , مثل الشهرة و المجد و الوجاهة الإحتماعيّة . و يدرك معظمنا من خلال تجربتنا الشخصيّة مدى فساد هذا التمحور لأنّه ببساطة قد يتلاشى سريعاً و قد يتأثر بالعديد من القوى » .
ص : 141 .
« عندما ينظر الإنسان إلى دار العبادة على أنّها غاية في حد ذاتها , و ليست وسيلة للمساعدة على تحقيق غاية , فإنّه يقوض حكمته و إحساسه بالتوازن . و على الرغم من أنّ دور العبادة تُعلم النّاس أين تكمن مواطن القوة , إلا أنّها ليست مصدر القوة ذاته . و بالتّالي فإنّه يتسم بالركود الذي تجد القوة من خلاله طريقها إلى طبيعة الإنسان » .
ص : 147 .
« تذكر أنّ تصوّرك الذهني هو المصدر الذي تنبع منه توجهاتك و سلوكيّاتك . و التصور الذهني يشبه النظارة التّي تؤثر على طريقة رؤيتك لكل شيء في حياتك . فإذا نظرت إلى الأشياء من خلال التصور الذهني للمبادئ الصحيحة سترى من العالم أمور مختلفة تماماً عما ستراه لو نظرت من خلال أي تصور ذهني محوري » .
ص : 154 .
« كتابة رسالة الحياة الشخصيّة أو مراجعتها تغيّرك , لأنّها تدفعك إلى التفكير في أولويّاتك تفكيراً عميقاً و بحرص , حتّى تتوافق سلوكيّاتك مع معتقداتك . و بينما تفعل هذا سيبدأ الآخرون في الشعور بأنّ الظروف لا تُسيّرك . فأنت تمتلك إحساساً بالرّسالة فيما تفعل , و هذا يشعرك بالمتعة » .
ص : 161 .
« واحدة من المشكلات الكبرى التي تنشأ عندما يعمل النّاس من أجل إضفاء المزيد من الفعّاليّة على حياتهم هي أنّهم لا يوسعون مدى تفكيرهم بالقدر الكافي . فهم يفقدون حسّ التناسب و التوازن و البيئة الطبيعيّة اللازمة لتحقيق حياة فعّالة . و ربما يستهلكم العمل مهملين صحتهم . و باسم النجاح المهني يهملون أغلى العلاقات في حياتهم » .
ص : 163 .
« الهدف الفعّال هو ذلك الذي يركز في المقام الأول على النتائج لا النشاط . و هو يحدد لك وجهتك , و في خلال هذه العمليّة يساعدك على تحديد مكانك . كما أنّه يقدم لك معلومات مهمّة حول كيفيّة الوصول إلى وجهتك , و يخبرك عندما تصل و يوحد جهودك و طاقاتك . و هو يعطي معنى و هدفاً لكل ما تفعل . و في النهاية يسعه ترجمة نفسه في صورة أنشطة يوميّة , و من ثم تصبح إنساناً مبادراً مسئولاً عن حياتك تحقق في كل يوم الأشياء التّي تمكنّك من تحقيق وسالة حياتك الشخصيّة » .
ص : 190 .
« يبدو العديد من النّاس يفكرون أنّ النجاح في أحد الجوانب يعوض الفشل في الجوانب الأخرى . و لكن هل يمكن أن يكون هذا صحيحاً ؟ ربما يكون صحيحاً خلال وقت محدد في جوانب محددة . و لكن هل يمكن لنجاحك في عملك تعويض زواجك الفاشل أو صحتك المتدهورة أو ضعف شخصيّتك ؟ إن الفعّاليّة الحقيقيّة تتطلب توزاناً و أداتك تساعدك على خلق التوازن و الحفاظ عليه » .
ص : 223 .
« ما لم يتم الحفاظ على رصيد كبير من الثقة من خلال الإيداع المستمر سيتعرّض الزواج للتدهور . و بدلاً من التّفهم و التواصل الغني و المستمر سيتحول المنزل إلى المنزل به شخصان يحاول كل واحد منهما العيش بأساليب حياة مختلفة بكل احترام و تسامح . و يمكن أن تشهد العلاقة المزيد من التدهور لتتحول إلى علاقة عدائيّة و دفاعيّة , و تخلق استجابة الهروب أو المواجهة معارك لفظيّة وصفق الأبواب و رفض الحديث و انسحاب عاطفي ثم الشفقة على النفس , و ربما ينتهي الأمر بشن حرب باردة بالمنزل لا يوقفها سوى الأطفال أو العلاقة الحميمة أو الضغوط الإجتماعيّة أو الحافظ على الصورة أو ربما ينتهي الأمر في ساحات المحاكم حيث تستمر المعارك القانونيّة التّي تدمر الذات لسنوات عديدة , و حيث لا يتوقف النّاس عن ذكر خطايا الزوج السابق . و هذا يحدث في أكثر العلاقات حميميّة و ثراء و متعة و إشباعاً و التي يمكن أن تنشأ بين شخصين على وجه الأرض » .
ص : 234 .
« الإعتذار الفوري النابع من القلب و ليس بدافع الشفقة يتطلّب شخصيّة قويّة . و لابد أن يمتلك الإنسان زمام نفسه و يكون لديه حس عميق بالأمن فيما يتعلّق بالمبادئ و القيم حتّى يستطيع تقديم اعتذار صادق .أما النّاس الذين لا يشعرون بالأمن الداخلي فلا يستطيعون تقديم الإعتذار , فهو يجعلهم عرضة للتأذي . و هم يشعرون أنّ الإعتذار يظهرهم بمظهر الشخص الليّن و الضعيف , فينتابهم الخوف من استغلال الآخرين لضعفهم . و هذا النوع من النّاس ينبني إحساسه بالأمن على أساس رأي النّاس فيه , و يشعر بالقلق حيال ما قد يعتقده الآخرون به . و بالإضافة إلى ذلك هم عادة ما يشعرون بأنّ ما يفعلون له ما يبرره , و يبررون أخطاءهم باسم أخطاء الآخرين . و حتّى إذا ما قدموا اعتذاراً يكون سطحيّاً شكلاً و موضوعاً » .
ص : 239 .
« عندما ينظر الآباء إلى مشاكل أطفالهم على أنّها فرص لبناء علاقات بدلاً من النظر إليها على أنّها عبء سلبي مقلق , ستتغيّر طبيعة التّفاعل بين الأطفال و الآباء , و يصبح الآباء أكثر استعداداً , و بل و يمتلكهم الفضول لفهم أطفالهم فهماً أفضل و مساعدتهم . و عندما يلجأ الطفل لوالديه بمشكلة بدلاً من التفكير " يا إلهي , ليس مشكلة أخرى " يصبح تصوّرهم الذهني هو " إنّها فرصة عظيمة بالنسبة لي لمساعدة طفلي و استثمار العلاقة " . و تتغيّر العديد من التفاعلات من مجرّد صفقات إلى فرص للتحول و التغير و تتولد روابط الحب و الثقة عندما يشعر الأطفال بتقدير آبائهم لمشاكلهم و التّعامل معهم كأفراد » .
ص : 306 .
« الوقت الذي تستثمر في فهم من تحب يعود عليك بأرباح هائلة في صورة التواصل المفتوح . و من ثمَّ لا يتاح أمام المشاكل التّي قد تواجه الأسر أو الزواج الوقت كي تتطور و تتفاقم . فيصبح التواصل مفتوحاً بحيث يمكن القضاء على المشاكل و هي في المهد , و يكون مخزون الثقة في رصيد بنك المشاعر كبيراً لمعالجة المشاكل التّي قد تنشأ » .
ص : 326 .
« يُعتبر تقدير قيمة الإختلافات هو جهور التكاتف , أي الفروق الذهنيّة و العاطفيّة و النفسيّة بين النّاس . و مفتاح تقدير تلك الفروق هو : إدراك أنّ النّاس يرون العالم كما يشاؤون لا على حقيقته » .
ص : 357 .
« عندما تلتزم بمواصلة تعليمك فإنّك تزيد قاعدة معرفتك و من ثمَّ تزيد خياراتك . فلا يكمن أمنك الإقتصادي في وظيفتك , بل يكمن في قدرتك على الإنتاج , أي التفكير و التعلم و التكيف . و نفس الأمر ينطبق على الإستقلال الإقتصادي , فهو لا يعني امتلاك ثروة , بل امتلاك القوة التّي تنتج هذه الثروة . إنّه أمر داخلي » .
ص : 372 .

« أعتقد أنّ هناك أجزاء من الطبيعة البشريّة لا يمكن الوصول إليها من خلال أي تشريع أو تعليم , و لكنّها تتطلب قوة من الله سبحانه و تعالى للتعامل معها . و أعتقد أنّ البشر لا يستطيعون الوصول بأنفسهم إلى حد الكمال . فوفقاً لدرجة التزامنا بالمبادئ القويمة تتولد بداخلنا الصفات الإلهيّة و التّي تمكننا من الوفاء بمتطلبات الخالق . و كما قال تيلهارد دو شاردين " إنّنا لسنا بشراً لديهم تجارب روحانيّة , بل إنّنا مخلوقات روحانيّة لديها تجارب بشريّة " » .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق