إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 نوفمبر 2013

أسرار مشاكل أول عام من الزواج

يجب أن تدرك يا صديقي العزيز أنّ تحديات أول عام من الزواج حدث طبيعي جداً , بسبب الحقائق التّاليّة :
P. طبيعة الإختلافات الجوهريّة بين شخصيّة الرجل و شخصيّة المرأة . و هي اختلافات لا يمكن بحال من الأحوال تجاوزها , و إلا لن يظل الرجل رجلاً و المرأة امرأة .
P. طبيعة الإختلافات التربويّة و الفكريّة بين الزوجين , بسبب اختلاف البيئة و الوسط العائلي الذي نشأ فيه كلٌّ منهما .
P. تطرّف كثير من الأزواج في رسم صورة جانحة للعلاقة الزواجيّة , و التي تكون موغلة في المثاليّة و الأحلام الورديّة , دونما اعتبار لأمور أخرى .
P. جهل كثير من الأزواج بوسائل تجاوز الإختلافات البينيّة , سواء اختلافات الشخصيّة أم اختلافات النشأة .
P. جهل كثير من الأزواج بفنون إنماء الحب بينهما و طرق الحفاظ عليه جميلاً متألقاً دفاقاً , بسبب سذاجة مفهوم الحب في تصوّرهما .
P. إفساح كثير من الأزواج المجال للآخرين : الأهل , الأصدقاء , بالتدخل في شؤونهما الزواجيّة , بدعوى تقديم النصح و الإرشاد و أنّهم أخبر بالعلاقة الزواجيّة .
P. ضعف التدبير الإقتصادي للنفقات الشهريّة , ما يسبب اختلالات معيشيّة لا يتحملها الزوجان , فيجدان أنفسهما بين : الحرمان أو الديون .
P. حدوث الحمل و الإنجاب في العام الأول , فتضاف مشكلة أخرى , بسبب انصراف الكثير من الزوجات للإهتمام بالمولود و إهمال أنفسهن و أزواجهن .
P. إهمال كثير من الأزواج وضع هدف كبير لميثاقهما الزواجي . يكون هو الغاية القصوى التّي ينشدان تحقيقها بينهما .

هذه هي خلاصة أسباب نشوب منغّصات العام الأول من الزواج بين الزوجين . و لئن كان حدوث قليل أو كثير من هذه المنغصات , شيئاً طبيعيّاً , كما قلنا , فإنّ ما ليس طبيعيّاً , بل و غير مقبول بتاتاً , لهو أن يدع الزوجان هذه المنغصات و التحديات تنمو و تتكاثر بينهما , حتّى تجرّهما إلى دوامات مُهولة من المشاكل العويصة , لأنّ النتيجة الحتميّة لهذا في أهون الأحوال هي تحطم أحلاهما الثنائيّة و تشوّه جمال الحب في قلبيهما , فيستمرّان معاً في مأساة أليمة جداً . و تكون نتيجتها في أسوإ الأحوال هي الطلاق و الفراق و تشريد الأطفال .
فقرة من كتابي " أجنحة الحب " 

الفوائد الصحية للحية



كشفت دراسة حديثة عن مجموعة الفوائد الصحية التي تقدّمها اللحية حيث أنها تحمي الرجل من سرطان الجلد الناتج من التعرّض لأشعّة الشمس، إذ تقيه من تأثير الأشعة ما فوق البنفسجية بنسبة قد تصل إلى 95%.
وعمل عدد من أطباء الجلد في أستراليا على تأكيد هذه النظرية من خلال جهاز يفحص الجرعات الشعاعية التي تعبر اللحية، واسمه Radiation Dosimeter. وتبيّن لهم أنّه كلّما كانت اللحية كثيفة كلّما تصدّت للأشعة ما فوق البنفسجية، فحين تلتقي باللحية تنكسر وتعجز عن الوصول إلى البشرة.
وأكد الدكتور روب هوكس في جامعة لندن أن اللحية والشارب يعملان على حماية الرجل من حبوب اللقاح التي تنتشر في الهواء وتمنعها من الدخول إلى الأنف، وبالتالي تكون قد أبعدت عنهم خطر الربو وعن كل المواد وبكتيريا الحساسية.
وتشير الباحثة كارول ووكر إلى أن اللحية تحارب السعال والبرد، كونها تحمي وجه الرجل ورقبته من الرياح أثناء فصل الشتاء وتقيه من الصقيع ومن جميع أنواع الشلل الوجهي النصفي. فاللحية تعتبر عازل يبقي الإنسان دافئاً، ترفع درجة حرارة الوجه و الرقبة في الطقس البارد.
وأوضح خبير التجميل في شركة لمستحضرات العناية بالجلد نيك لوي أنّ اللحية تسمح للبشرة بأن تبقى مرطّبة، فتحافظ على خلايا الجلد وعلى نضارة و حيوية الوجه. كذلك، تبعد شبح الشيخوخة عن الرجل وتساعده في إطالة فترة شبابه.
وتعتبر اللحية علاجاً للضعف الجنسي، إذ بيّنت دراسات علمية بريطانية أن اللحية بمختلف أشكالها تزيد من هرمون الذكورة “التيستوستيرون” الذي يتأثّر مباشرة بصحة الرجل الجنسية والرغبة والصحة العامة.
المصدر: اهم الانباء
قلت : اللحية ليس هي الإسلام , و لكنها جزء من الإسلام . و لا تعني أن صاحبها ملاك كريم , و لكنها تعني أنه ملتزم بالسنّة النبوية و متشبه بالصالحين .

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

ماذا يعني انتماؤك للإسلام

هل سألت نفسك يوما : ماذا يعني انتمائي للإسلام ؟؟
حسنا .. دعني أخبرك بحقيقة معنى انتمائك للإسلام .
يقول الحق تعالى : " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [الأنعام 163] . و يقول أيضا : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " [البقرة:208 ] .
إذن نستطيع ّأن تستخلص من بيان هاتين الآيتين , أنّ الإنتماء للإسلام يعني :
الإنضواء تحت راية الوحي الرّباني [ القرآن و السنّة ] : فكراً و شعوراً و سلوكاً و علاقات و أهدافاً . هذا الإستسلام الراضي و القبول المطمئن لأحكام الله تعالى و تعاليمه في : العقيدة , الأخلاق , القوانين . هو معنى الإنتماء للإسلام . يقول الرسول r : ) لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ( . لأنّ هذه الحقيقة نابعة من أمرين :

1/ إيمان المسلم أن الله تعالى هو أعلم بما خلق , كما قال جل جلاله : " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " [الملك:14] . و بالتّالي فكل تعاليم الله في الحياة هي حق و عدل و رحمة , لا يمكن غير ذلك , لأنّ الله إله مطلق يستحيل أن يكون _ سبحانه _ مثل البشر الناقصين العاجزين .
2/ إيمان المسلم أنّ الإسلام يناسب العقل البشري و ينسجم مع الفطرة الإنسانيّة , كما قال تعالى : " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " [الروم:30] . و لهذا إذا عُرض الإسلام عرضاً جميلا على غير المسلم , يجد ارتياحا عميقا إليه , لأنّه يخاطب فطرته و عقله .

و عن هذه الحقيقة تنبثق حقيقة : أنّ الإنتماء للإسلام يتناقض بصورة قاطعة مع محاولة أخذ حقائق العقيدة أو قيم الأخلاق أو نُظُم القوانين أو تحديد الأهداف في الحياة , من أديان و فلسفات أخرى . كما يحلو للبعض في زماننا أن يفعل بدعوى العلم أو التطور أو المصلحة . لأنّ الإسلام دين كامل كمالا مطلقاً , فقواعده و مبادئه و أحكامه شاملة متكاملة حول كل نشاطات الإنسان في الحياة . و هذا لا يعني عدم الإفادة مما لدى الآخرين في مجال الوسائل التّي يمكن أن تساعد الإنسان المسلم على تحقيق الإسلام بما يتناسب مع عصره .

إذن لا يمكن أن يكون انتماء الإنسان إلى الإسلام حقيقيّاً إلا بهذا التصور الواضح العميق , و إلا بممارسة أحكامه و تعاليمه واقعاً ملموساً في نشاطاته اليوميّة , سواء مع زوجته و أبنائه , أم مع أصدقائه و معارفه , أم في عمله و شغله , أم مع باقي أفراد البشريّة جمعاء .

إن المسلم حقَّ الإسلام هو من يأخذ إطار علاقاته و غايات أهدافه من تعاليم القرآن و السنّة الصحيحة . سواء وافقت هواه أم لا , و سواء تناسبت مع التقاليد أم لا , و سواء رضي بها النّاس أم لا .

إنّ النتيجة لإلتزام الإنسان المسلم بتعاليم بالإسلام في حياته و علاقاته و أهدافه , يمكن تحديدها في المعاني التّاليّة :
1/ نيل رضوان الله تعالى و دخول الجنّة في عالم الآخرة .
2/ السعادة النفسيّة و التوازن الداخلي في شخصيّته .
3/ قوة الإيجابيّة في كل شأن من شؤونه الحياتيّة و علاقاته المختلفة : زواج , صداقة , عمل .. إلخ .
4/ شيوع الفضيلة و قيم الجمال بين أفراد المجتمع .
5/ تجدد نظرته لمعاني الحياة : الخير , الحب , المال , الموت ... إلخ .
و بعد : من المهم جدّاً أن تحرص يا صديقي على تجديد علاقتك بالإسلام , و إلا فإنّك ستخسر في الدنيا و الآخرة , حتّى و إن بدا لك أنّك هنا في الدنيا سعيد و مرتاح .
نسأل الله التوفيق و الثبات . 

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

فضيحة من مصر ابطالها _ للاسف _ مشايخ و دعاة



كيف نتعامل مع القرآن

البارحة ألقيت محاضرة , بخصوص قول الله تعالى : " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " و كانت خطتي هي تحليل كل كلمة و توسيع مجال دلالاتها إلى أقصى ما يمكنني . في المداخلات تكلم شاب جامعي , فقال : إن كل ما قلته أيها الأخ لا قيمة له !!! ^_^ لماذا ؟؟ لأن الآية سبب نزولها هو إجهاد النبي _ صلى الله عليه و سلم _ نفسه في التعبد . و بالتالي فان حديثك عن انتفاء الشقاء عن تعاليم الدين بمختلف معطياته لا يناسب هذه الاية .
ما تفضل به الطالب الجامعي , ليس جديدا و لا غريبا . 
إن مشكلة كثير منّا أنهم يحصرون أنفسهم في حدود أسباب النزول و الدلالة الحرفية لكلمات القرآن الكريم . لأن أسباب النزول هي فقط علامات يستعين بها المسلم لفهم أبعاد و مقاصد الآية القرآنيّة .
إن من المهم أن ندرك أن القرآن نزل ليكون منهج حياة شامل و متكامل لحياة جميلة و رائعة و مثيرة . هذه الحقيقة تقتضي من المسلم أن يتعامل مع القرآن على أساس أنّه كوثر معان لا ينضب , و أنه في كل فترة من فترات التاريخ يستطيع الإنسان أن يأخذ منه زاده المعرفي و الاخلاقي و التنظيمي , بالطريقة التي تناسب مستواه العقلي و تطوره التاريخي , أي بالطريقة التّي تحقق له تلك الحياة الطيبة الجميلة التي ينشد القرآن تحقيقها . و لهذا ما زالت العلماء من قديم الدهر يدونون خواطرهم و تأملاتهم حول كلمات القرآن , إدراكا منهم بأن كلمة القرآن معين لا ينضب و كوثر معاني لا يمكن لأي مخلوق أي يحيط بها علما . 

الأحد، 24 نوفمبر 2013

رسالة فتاة عروس إلى زوجها ليلة دخلتها

حدّث بعضهم , قال : عندما كانت ليلة فرحي – الذي كنت أنتظره بشوق عارم – دخلت غرفة النوم قبل عروسي , لأرى إن كان كل شيء جاهزاً , إلا أنّي تفاجأت برسالة موضوعة على إحدى الوسادتين , فتحتها فإذا فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم .
عريسي الغالي :
حمداً لله تعالى أن وفقنا و جمع شملنا و حقق أمنيّتنا , التي ما زلنا نحلم بها مذ قدّر الله التعارف بيننا .
زوجي العزيز :
إنني أزف إليك , و في قلبي لوعة الفراق لأهلي , الذين نشأت بينهم و شببت فيهم , مؤملة أنّني سأجد بك و معك و فيك من الحب الودود و العطف الرحيم و الحنان الجميل , ما يخفف عنّي ألم فراقهم و قسوة البعد عنهم .
أميري الحبيب :
لقد كنتَ تستطيع أن تجد في فتيات عائلتك أو جيرانك من تستحقها زوجة لك و رفيقة لدربك , و قد كنتُ مثلك أيضاً , و لكن سبق القدر , و كان أمر الله مفعولاً . فلأجل ذلك أذكرّك – يا زوجي الحبيب – أنّني عندك أمانة غالية فاحفظني – حفظك الله - و لا تضيّعني – أكرمك الله - , فليس عند الله حسنّة أعظم – بعد تقواه – من الإحسان لأمة ضعيفة و أنثى رقيقة , قد أسرت بين يديك . فإن لم تعاملني بحاسّة الحب الذي يجمع بين قلبينا , فلا أقل من أن تعاملني بتقوى الله و الرغبة فيما عنده من حسن الثواب .
رجلي الرائع :
لقد قدر الله زواجنا , فمن المفيد لنا جميعاً : لك و لي , أن نتعاون على تشييد صرح هذا الزواج : على المودة و الرحمة , على الإحترام و التقدير , على التعاون و المساعدة , تظلّله طاعة الله و الإستقامة على نهج شريعته . فإن نحرص على هذا القرار – و لستُ أشك في رغبتك القويّة فيه - , يبارك الله تعالى – إن شاء الله – زواجنا , فيكون لنا مملكة خالدة : يسودها الحب و يتدفق فيها الجمال , فلا يستطيع شيءُ بعدُ – إن شاء الله - أن يحطمها .
سيدي الكريم :
أنت و أنا مهما حرصنا على التعاون و المساعدة , و مهما حرصنا على الإبتعاد عن كل نزغات الشيطان و طيش الهوى , تظل حقيقة أنّنا بشر : نخطئ و نصيب , نقوى و ننكسر , نبادر و نتعب , حاكمة قاهرة . فبحق الحب الذي يجمع بيننا , بل بحق الميثاق الغليظ الذي يربطنا , أسألك أن تغفر الذنب و تستر العيب و تقيل العثرة و تتجاوز عن الإساءة , إنّ كل ذلك – اعلم يا حبيبي – لستُ أفعله عمداً و قصداً , بل فقط ضعفاً و خطأ . و من غيرك – يا حبيب القلب – يغفر لي زلّتي و يستر عيبي و يرحم ضعف أنوثتي ؟!
حبيبي الرائع :
أسأل الله تعالى أن يجعلني قرّة عينك , و أن يجعلك قرّة عيني . و أن يرضيك عنّي و يرضيني عنك . و أن يملأ قلبك بحبي و يملأ قلبي بحبك . و أن يجعلني لك نعمة و كرامة و أن يجعلك لي رحمة و حناناً .
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب و يرضى , إنّه سميع قريب .
الأسيرة بين يديك .
قال المحدث : فما إن أنهيت القراءة , حتّى وجدت قلبي يتدفق حبّاً لها و شوقاً إليها .

قلت : صدقت الحكماء : الزوجة الصالحة , كنز لا يفنى . فاختاري أيّتها القارئة أية امرأة تفضلين أن تكوني !!
فصل من كتابي " أجنحة الحب " 

السبت، 23 نوفمبر 2013

سر جميل من أسرار القرآن

إنّ التعبير عن مصدر هذا المنهج القرآني بصيغة توكيديّة مع إضمار الفعل و الفاعل و قرنها بخلق الوجود : " تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى " , يرمي إلى فتح المجال للعقل أن يتبصّر و للروح أن تتذوق و للوجدان أن يستشعر جلال و عظمة صاحب التنزيل و الخلق , الذي تفضل على العبد الضعيف بكلماته الإلهيّة الخالدة . نعم , و هو قصد مقصود في أن يدرك الإنسان المتلقي أنّ هذا المنهج الرّباني هو مرقاة السعادة الأبديّة و منهج الحق الصريح الواضح , الذي لا يمكن أن يزيغ مع الأهواء أو ينحرف مع الآراء , لأنّه تنزيل من الله المتجاوز للكون و الإنسان و الحياة , اللهِ الذي لا تربطه بالعباد إلا رابطة الخلق لتحقيق غرض منشود : " وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات:56] .
و لقد بيّن القرآن في آية أخرى هذه الحقيقة – حقيقة مصدر هذا القرآن - بصورة أجلى : " قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا " [الفرقان:6] . و في حسباني أنّ هذا السرّ ليس إلا مرآة الحقائق الوجوديّة بأبعادها الأربعة : البُعد الإلهي . البُعد الإنساني , البُعد الكوني , البُعد الأبدي . و لهذا ورد عن الصحابي الجليل ابن مسعود  _ رضي الله عنه _ أنّه قال : « ثوّروا القرآن » . و قال علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _ : « ذلكم القرآن فاستنطقوه » . و لذا يكون بيان القرآن لهذه الحقيقة الهائلة جدّاً , دعوة تحمل دلالة عميقة و إيحاءاً واضحاً للإنسان المسلم بأنّ يتعامل مع القرآن على أساس أنّه كائن حي , يعكس معاني الحق و العدل و الجمال في فطرة الإنسان و فطرة الكون و فطرة الحياة و فطرة الخلود , و لذا _ أيضاً_ يجب عليك _ أيّها المسلم _ أن تسلك مع كلماته و إشاراته مسلك التواصل العقلي و التفاعل الوجداني , أي منهج التثوير و الإستنطاق كما نبّه عليه الصحابيان الجليان , كيما تستطيع _ بإذن الله _ استخراج _ و لو قليلاً _ كنوزه المعرفيّة و الأخلاقيّة و ذخائره التنظيميّة و التشريعيّة . 

                                                                         فقرة من كتابي : " جواهر قرآنية " .

معرفة الطريق للوصول الى الهدف في الحياة


هدف
بعد تشخيص الهدف في الحياة لا بدّ من معرفة طريقة وكيفيّة السلوك والوصول إليه ، فمن عرف الطريق السليم ، وعمل وسار حتّى النهاية ، بكلّ نظم واستغلالا للفرص والوقت الثمين ، فإنّه يفوز وينجح في حياته ، فالحذر من تضييع الوقت والتبذير فيه ، وإنّ الحياة تعلّمنا كيف نعيش وكيف نموت ، وما دورنا في الحياة ، على الهامش ، أو من السطور وفي متن الحياة ، فإنّها تظهر المكنونات والاستعداد الباطني من القوّة إلى الفعل ، وإنّ الرجل مولود أفكاره وآماله وأمانيّه الصادقة ، التي يَجدّ بكلّ إخلاص ودقّة ، أن ينالها بعدما عرف صوابها وسلامتها ، وطوبى لمن عرف قدر نفسه ، كفى البكاء على الماضي ، ولا تغفل عن يومك هذا ، فإنّ الوقت أعزّ الأملاك ، وكم نغفل عن زراعة هذه الأرض الخصبة ، ونفلحها بالعمل الصالح والعلم النافع ، فلا بدّ لنا من اغتنام الوقت والأمل والرجاء ونصب الهدف والصبر ومعرفة الطريق .
فلا بدّ أن نقف أمام رياح الِمحَن ، كالجبل الراسخ ، وأمام سيل البلاء كالسدّ الرصين . ولا يحكم في وجودك التقليد الأعمى ، كما لا تخاف السقوط ، بل بكلّ شهامة وبسالة نقاوم ونجاهد.
 ولا بدّ من مراعاة هذه النقاط التالية :
1 ـ العمل الفوري ، فخير البرّ عاجله.
2 ـ لا ندع عمل اليوم إلى غد ، فإنّ غداً له أعماله وأفعاله.
3 ـ ما نستطيع إتيانه لا نكلّف الآخرين بإتيانه.
4 ـ لا بدّ من الطمأنينة في سرعة العمل ، فإنّ عدم الطمأنينة والعجلة ، ربما تورث الندم ، ويوجب تكرار العمل ، فلا بدّ لك أن تعتمد على نفسك بعد التوكّل على الله سبحانه وتعالى . وهذا أمر مهمّ جدّاً الاعتماد على النفس والتوكّل على الله ، فهما معاً ، والأوّل في طول الثاني ، والثاني مدبّر الأوّل ، فلا تغفل.
5 ـ كلّ وقت له عمله الخاصّ ، فلا بدّ من وحدة العمل حتّى نهايته.
6 ـ لا تذبذب ولا ترديد بعد معرفة سلامة الطريق وقداسة الهدف ، فإنّ التذبذب علامة ضعف الأخلاق ، والتصميم على العمل وإن كان ضعيفاً ، فإنّه أنجح ممّن لا تصميم له.
7 ـ لا تخف من الأمر العظيم ، فإنّ طلب ما هو عظيم ، يولّد فيك القوّة العظيمة.
8 ـ لا بدّ من معرفة مكانة العمل ومحاسبة كلّ شيء ، فكثير من هوى وسقط في حياته إثر العجلة أو التأخير، وفي التأخير آفات.
9 ـ انتهاز الفرص فإنّها زهور الحياة ، لولاها لذبلت ، ويمكن للمرء أن ينال ثروته المفقودة بالعمل ، وعلمه المنسي بالمطالعة ، ولكن لا سبيل له إلى الوقت المنقضي ، فإنّه مفقود الأثر في عالم الأبد . وإنّ الوقت يمرّ كما تمرّ السحاب.
10 ـ لا بدّ من إحساس اللذّة والشوق في العمل ، فمن لم يستلذّ بعمله ، فقد سدّ على نفسه طريق تقدّمه وازدهاره ، والتذمّر والكسل سمّ قاتل لسلامة الروح والجسد ، وربما يتعب الإنسان من كسله أكثر من عمله ، وممّـا يضيع الحقّ التضجّر والكسل.
11 ـ لا تنتظر الفرص ، بل عليك بخلقها ، ولا تيأس ، فإذا يئست فأدم العمل ، فالرجل العظيم من كان قويّ الإرادة ، سالم الفكر ، سريع العمل ، قادر على تمركز قواه الدماغيّة ، معتمداً على نفسه ، متوكّلا على ربّه ، ينتفع من تجارب الآخرين ، يعيش بكلّ أمل وثقة . وأمّا ضعيف النفس فإنّه ينتظر الخوارق والمعاجز ، وقويّ النفس من يخلق المعاجز والخوارق ، والناجح في الحياة يعمل ثمّ ينتظر ، وغيره ينتظر ولا يعمل.
والتسليم إلى التقدير والحظّ حجّة من يفرّ من الجهد والعمل ، لا يسعى من أجل رفع الأخطاء في حياته ، والرجل الواقعي من يفكّر برفع مشاكله الحاضرة ، منتفعاً من الاشتباهات الماضية ، وليكن الفشل جسر النصر ، والعلم بالخطر قبل حلوله ، بمنزلة السلاح لرفعه ، وضعيف النفس إنّما يفرش طريق سقوطه بمثل ( لو ) و ( إذا ) و ( لعلّ ) و ( ربما ) ، وقويّها من يتسلّق سلّم الصعود ، ولا يبالي بالانكسار ، فإنّ الكسر الكبير للرجل الكبير ، وإنّما الانكسار الواقعي عند قبوله الانكسار ، وإنهاك القوى أمامه . فلا بدّ من تحجيم وتحديد الانكسار ، فإنّه مثل باقي الاُمور من النسبيّات ، يمكن التغلّب عليها بالمثابرة والاستقامة والتفكّر السليم ، ومن ثمّ من العقل حفظ التجارب ، ويكون الانكسار تجربة الانتصار.
12 ـ الحذر من التقليد الأصمّ الأبكم الأعمى ، فالرجل ذو الفكر السليم وقويّ التصميم ، لا يتحكّم في كيانه قيود الناس ، إذ القانون ينبع من فطرته ، ويتفجّر في أعماقه ، والتوفيق في الحياة ليس الذكاء الخارق ، بل استثمار الذكاء ، كالتاجر إنّما يربح في تجارته ، لو عرف كيف يستغلّ رأس ماله ، وإن كان قليلا ، فالتفكير الصحيح مفتاح الرُّقي ، فمن أراد العمل لا بدّ أن يعرف ما العمل ، وكيف العمل ، وماذا يعمل ، وما الهدف من العمل ؟ حتّى يتسلّق سُلّم الشموخ والعظمة والموفّقية ، ومن انكساره في الحياة يصنع جسراً ليعبر عليه ليصل إلى النصر المنشود ، والعظماء إنّما جنوا ثمار النصر من الانكسار في حياتهم ، فإنّهم كسبوا التجارب وخطّطوا في الزنزانات والسجون ، والعاقل من يحفظ التجارب ويستخدمها ، والطفل إنّما يتعلّم المشي على القدم بعد السقوط والعثرات عشرات المرّات.
فلا بدّ أن نقف أمام رياح الِمحَن ، كالجبل الراسخ ، وأمام سيل البلاء كالسدّ الرصين . ولا يحكم في وجودك التقليد الأعمى ، كما لا تخاف السقوط ، بل بكلّ شهامة وبسالة نقاوم ونجاهد.
وإنّ التأريخ ليشهد أنّ آثار العظماء إنّما هي حصيلة السجون والمنفى والمهجر ، فتصنيف كتاب البۆساء إنّما كان في المنفى ، وتأريخ العالم كُتب في السجن .
ويحقّ لنا أن نقلّد الآخرين في نتاجهم مع وعي وبصيرة . ولا نتوقّف في فلكها بل نتجاوزها للإبداع والخلق الجديد.

مقال منقول

الخميس، 21 نوفمبر 2013

فتوى علمانية جديدة من مصر

فتوى علمانية جديدة



روعة المرونة
وضعني طفلي أمام خيارات صعبه حين سألني هذا السؤال: - أنت تقود سيارتك التي لا تتسع إلا لشخص آخر معك ومررت بثلاثة أشخاص أحدهم امرأة عجوز تحتاج إسعافاً عاجلا، والآخر صديق قديم سبق أن أنقذ حياتك، والثالث شخص مشهور تعتز به وتسعى لإسعاده ، أيهم ستُقلهُ معك ؟ كان جوابه بعد أن رأى الحيرة في وجهي: أعط مفاتيح السيارة للصديق الذي أنقذك، واطلب منه توصيل العجوز الى المستشفى وابقَ بصحبة القدوة لانتظار الحافلة! ثَمَّ عدد من الخيارات المتاحة في كل موقف وعلينا ألا نقع في فخ الإجابات الجاهزة و الحادة : إما .. وإما ! كنا صغاراً في الحقل نستدل فطرياً على موت الشجرة بإمكانية كسر أغصانها .. وهكذا هو حقل الحياة يحتضن الأغصان الخضر أو القابلة للاخضرار ويتخلى عن ذوات اليبس .
هو الكون حي يحب الحياة *** ويحتقر الميْت مهما كبر
فلا الأفق يحضن ميْت الطيور *** ولا النحل يلثم ميْت الزهر (أبو القاسم الشابي)
ولذا سمعنا الكبار وهم يتفاوضون يقول بعضهم لبعض ( لا تكن يابساً فتُكسر ولا رطبا فتُعصر ) وهي مفردة ضمن قاعدة التوازن و التوسط .
عليك بأوساط الأمور فإنها *** خيار ولا تركب ذلولاً ولا صعبا
ولكني أقرأُ فيها معنى "المرونة" التي تُشجع على النجاح في العلاقة و التفاوض وتجاوز الأزمات . هل ينبغي أن يكون المرء صارماً حازماً في سائر أموره ؟ أم الأفضل أن يكون قادراً على التكيف و البحث عن البدائل و الخيارات. المرونة تعني القدرة على التنقل بين الحسم والتردد، وبين الصرامة واللين، تعني السيطرة على الطباع وليس الاستسلام لها. والمرونة ليست شعاراً أو وصفاً لمنهج أو بشر، هي سلّم متدرّج حين نحاول الصعود فيه نواجه عقبات من داخل النفس وخارجها، ولكننا نكون في الطريق فعلاً، وحين نكبر وننضج تصبح "وسما" جميلاً يطبعنا بالحكمة والهدوء. تعودت بعد سنين طويلة أن أتقبل الناس كما هم حتى الأقربين، وألا أؤاخذهم أو أكثر عتابهم و (التشره) عليهم، وألا أترقب من الآخرين أكثر مما يمكن أن يقدموا ! المرونة العقلية تُمكن من تحقيق الأهداف الخاصة والعامة وحل المشكلات بنجاح والبحث عن الفرص بل وتحويل الأزمة الى فُرصة. هي تعني ألا تكون مستعبداً لنمط معين يمكن معاقبتك بالحرمان منه، أن تمتلك القدرة على إيجاد البديل الأفضل. عليك ألا تضع البيض في سلة واحدة. وأن تخرج من نمط التفكير التقليدي. وألا تجعل سياستك قائمة على المعارضة والمعارضة فقط، وكأنك مشغول بهدم أبنية الآخرين. من الخطأ الظن أن المرونة تعني الاستسلام، إنها البحث عن طريقه أخرى للتعبير. سهلٌ أن تُلقن شخصا معلومة جديدة وليس بنفس السهولة أن تُعلمه تغيير عادة كان يرى الأشياء من خلالها، والكشوف المذهلة المتعلقة بالدماغ البشري أكدت قدرته على إبداع البدائل واستخدام الطرق غير التقليدية في حل المشكلات. المرونة نجاح في الأداء السياسي حتى مع الخصوم، ومن الفشل أن يكون الأداء قائماً على الحدية بين عميل أو عدو ، يمكن أن تتحالف مع أطراف كثيرة تتفق معك في الهدف ولو جزئياً ولبعض الوقت.. فقدان المرونة سبب فشل الخطط وتخبط الأداء وضياع البوصلة وخسارة الأموال. المرونة الاجتماعية تعني الانفتاح على المجتمعات والمناطق والقبائل المختلفة عنك بثقة وإيمان، وتفهم أنماط حياتهم وطرائق تعبيرهم واقتباس جيدها ورفض فاسدها ولو ذاع واشتهر. مرونة الجسد تُحقق قدرات وفوزاً رياضياً ومنه سُميت (تمارين). المرونة الذهنية وعدم الحسم في المسائل المحتملة تمنحك وقتاً للمزيد من البحث ومحاورة الآخرين وتحميك من التعصب للنتيجة التي حصلت عليها وكنت تظن بأنها نهائية وهي ليست كذلك! الشخص العصبي المتسرع الذي لم يتعود على التفكير لا يعرف كيف يكونُ مرناً . العبودية للعادة تعني أن تتحول إلى بروتوكول قاسٍ يُشبه الوسواس القهري، وغالبية المضطربين نفسياً يعانون من جمود أفكارهم . في الحوار يمكن أن تضع الطرف الآخر على محك مثل حد السيف وأنت في حالة غضب، ويُمكن أن تقول له معك بعض الحق ووجهة نظرك مُقدّرة. المرونة العاطفية تتجلي في قول علي -رضي الله عنه-: (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما) ، ولذا كانت العرب تقول: (لا يكن حبك كلفاً ولا يكن بغضك تلفاً). الأبيض و الأسود ليسا اللونين الوحيدين في القائمة، وفي قصص الأطفال كُنّا نجد الشرير و الخيّر ويبدو أن هذا سيطر على تفكيرنا حتى أصبحنا مشغوفين دائماً بالفرز، والفرز إلى نوعين فحسب، بينما الأمر أوسع من ذلك، وفكرة الفرز ذاتها ليست ناجحة دائما! المرونة تجلب السعادة والمتعة؛ حين تكون قابلاً للنوم في أي وقت وأي مكان، في الطائرة أو القطار أو على فراش خشن غير وثير! ، وتغيير نمط الأكل والوجبات والقابلية للتذوق والتجريب، والتعامل مع الحر والبرد، وفئات الناس المختلفة، ستستمتع أكثر بالسفر والرحلة، وتتكيف مع أمزجة الأصدقاء .. وتتدرب على الاكتشاف الجيد برشاقة دون تضجر أو احجام!

الشيخ المفكر سلمان العودة

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

سر يسر شريعة الاسلام

سر يسر شريعة الاسلام

إنّني أعتقد أنّ من أروع الفوائد التّي يقطفها الإنسان المؤمن من انتفاء معاني الشقاء _ بشتّى صوره و ألوانه _ شعوره العميق بالسّلام الباطني و الإنسجام مع ذاته المكنونة . و هو سلام و انسجام يجعله :
قريباً من فطرته الإنسانيّة الرائعة .. } فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ { [الروم:30] .
* قريباً من فطرة الحياة الجميلة .. } مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { [النحل:97] .
* قريباً من فطرة الكون البديعة .. } تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَن فِيهِنَّ وَ إِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا { [الإسراء:44] .
* و أعظم من كل هذا : قريباً من خالقه ذي الجلال و الإكرام .. } وَ إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ { [البقرة:186] .

على أنّ النتيجة التلقائيّة لهذا القرب الحبيب و ذلك السلام الجميل , تتجلّى في أنّ الإنسان المؤمن يستطيع الإنطلاق في مسارات الحياة و المجتمع و التّاريخ : مطوّراً و مكتشفاً و مبدعاً , بعقل بصير و نفس مطمئنّة و خطى ثابتة , جسده يدب في الأرض و روحه ترّف في عالم الخلد , بلا انفصام نكد و لا صراع مرير و لا تناقض قاتل , كما هو حادث في كلّ الجاهليّات القديمة و الحديثة , تلك الجاهليّات التّي زعمت أنّ الإنسان يستطيع أن يقوم وحده , أي بدون وجود إله خالق !!

مقال مستخلص من كتابي : " جواهر قرآنية "

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

خلاصة كتاب : " كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الناس

خلاصة كتاب : " كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الناس" لدايل كارنيجي


جون واناميكر : ص 5 .
« لقد علمتني تجارب ثلاثين عاماً أنّ من الحماقة أن نلوم أحداً , و من ثمَّ اشتغلت بإصلاح عيوب نفسي عن التّحسر على أنّ الله سبحانه لم يشأ أن يوزع موهبة الذكاء بالعدل و القسطاس بين النّاس » .
šš
دايل كارنيجي [مؤلف الكتاب ] : 16 .
« ينبغي أن تذكر في معاملتك للنّاس أنّك لا تعامل أهل منطق , بل أهل عواطف و شعور و أنفس حافلة بالأهواء , ملآى بالكبرياء و الغرور . و اللوم شرارة خطيرة في وسعها أن تضرم النّار في وقود الكبرياء . و أن تضرمها ناراً قد تعجل بالموت أحياناً . إنّ أي أحمق يسعه أن يلوم و أن يتّهم و أن ينتقد , بل هذا ما يفعله أغلب الحمقى . فدعنا بدلاً من أن نلوم النّاس نحاول أن نفهم و ننتحل لهم الأعذار فيما فعلوا , فهذا أمتع من اللوم , و هو يعقب الشفقة و الرحمة و الإحتمال . و لنذكر قول الدكتور جونسون : " إن الله يا سيدي لا يحاسب إنساناً إلا بعد أن ينتهي أجله " . فلماذا نعجل أنا و أنت بمحاسبة النّاس ؟! ».
šš
تشارلز شواب [ مدير أحد مصانع الصلب بأميركا ] : 21 .
« إنّني أعتبر مقدرتي على بثّ الحماسة في نفوس النّاس هي أعظم ما أمتلك . و سبيلي إلى ذلك هيّن ميسور : فإنّي أجزل لهم المديح و الثناء , و أسرف في التقدير و التشجيع . فليس يقتل لروح المرء المعنويّة من النقد الذي يوجهه إليه من هم أعلى منه درجة . أما أنا فلا انتقد أحداً ألبتة , و لا أفتش قط عن أخطاء أحد , فإذا كان لي أن أصف نفسي , قلت : إنّني رجل مبذر في ثنائي , مسرف في تقديري » .
šš
هاري أوفرسبريت : 26 .
«كل نشاط إنساني مصدره رغبة متأصلة في النّفس , و من ثم فأفضل نصيحة للذين يشتغلون بإقناع النّاس , سواء في العمل أو في البيت أو في المدرسة أو في ميدان السياسة هي هذه : أخلق أولاً في الشخص رغبة جامحة في أن يفعل ما تريد . فإنّ الذي يفعل هذا تنحاز الدنيا جميعاً إلى صفه , أما الذي لا يفعله فيسير في طريق طويل بمفرده » .
šš
هنري فورد [صاحب شركة فورد للسيّارات ] : 28 .
« إذا كان هناك سرّ واحد للنجاح فذلك هو المقدرة على إدراك وجهة نظر الشخص الآخر , و النظر إلى الأشياء بالمنظار الذي ينظر به إليها ».
šš
ألفرد أدلر [ عالم نفس نمساوي ] : 38 .
« إن الشخص الذي لا يهتم بالآخرين هو أحق النّاس بمعاناة شدائد الحياة . و في مثل هذا الشخص تتجلّى الخيبة الإنسانيّة في مختلف صورها » .
šš
دايل كارنيجي [مؤلف الكتاب] : 40 .
« قد وجدت بالتجربة أن في وسع المرء أن يفوز باهتمام أرفع النّاس قدراً و أعظمهم درجة لو أنّه أبدى بهم اهتماماً » .
šš
وليم جيمس [ عالم نفساني ] : 48 .
« الذي يبدو لنا أنّ الأفعال تعقب الإحساس , و لكن الواقع أن الفعل و الإحساس يسيران جنباً إلى جنب , أو هما مظهران لشيء واحد . فإذا نحن سيطرنا على العقل الذي يخضع لسلطان الإرادة , أمكننا بطريق غير مباشر أن نسيطر على الإحساس » .
šš
إبراهام لنكولن [ رئيس أمريكي ] : 48 .
« يصيب النّاس من السعادة بقدر ما يوطدون عزهم على أن يصبحوا سعداء » .
šš
الدكتور نيكولاس بتلر [ رئيس حامعة كولومبيا ] : 63 .
« الرجل الذي يتكلّم عن نفسه فقط لا يفكر إلا في نفسه فقط . و الذي يفكر في نفسه فقط رجل جاهل تدعو حاله إلى الرثاء . إنّه أميّ النفس بغض النظر عن مدى تعليمه » .
بنجامين فرانكلين [ رئيس أمريكي ] : 81 .
« إذا جادلت و تحديّت و ناقضت , فربما استطعت أن تنتصر أحياناً , و لكنّه نصر أجوف . لأنّك ستخسر على أي حال . حسّن علاقتك بمحدثك , فماذا تفضل : انتصاراً أجوفاً أم علاقة طيبة بالرّجل ؟! فأنت قلّما تفوز بالإثنين معاً » .
šš
جميس هارفي روبنسون : 85 .
« قد نغيّر أحياناً ما بأنفسنا دون صعوبة أو غضاضة , و لكنّنا متّى أدلينا برأي و قيل لنا أنّنا مخطئون , تمسكنا به و لم نتزحزح عنه قيد شعرة . و السهولة التّي نكوّن بها آراءنا و عقائدنا , في مبدأ الأمر تدعو حقاً إلى الدهشة , و لكنّنا لا نلبث حتّى نمتلئ إيماناً بها و تعصباً لها , حتّى ليستعصي على أي أحد أن يسلنا إيّاها . ذلك لأنّنا نضعها مع كرامتنا و إحساسنا بأهميّتنا في كفة واحدة » .
šš
دايل كارنيجي [مؤلف الكتاب ] : 93 .
« إذا كان قلب الرجل مفعماً بالحنق عليك , و البغضاء لك فلن يسمعك أن تكسبه إلى وجهة نظرك بكل ما في الوجود من منطق . فليدرك هذا الآباء اللائمون , الأزواج المنتقدون , و المديرون الطاغون . و لكن الأقرب إلى الإحتمال أن يصل هؤلاء إلى أغراضهم إذا توسلوا باللطف و الرفق و اللين » .
šš
إبراهام لنكولن [ رئيس أمريكي ] : 93 .
« ثمة مثل قديم يقول : إن نقطة من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصيد برميل من العلقم . و كذلك الحال مع البشر : إذا أردت أن تكسب رجلاً إلى جانبك فاقعنه أولاً بأنّك صديقة المخلص . فهذه نقطة من العسل تصيد قلبه , و تلك وحدها هي الطريق المؤديّة إلى قلب الرجل » .
šš
الدكتور آرثر جيتس [ عالم نفس ] : 120 .
« إن الجنس البشري بأجمعه يتلهف على العطف . فالطفل يسارع بإظهار ما لحقه من أذى بل قد يحدث الأذى بنفسه لنفسه لكي يحصل على العطف . و البالغون بدورهم يبدون ما أصابهم من أذى , و يتداولون أخبار مرضهم و يعنون خاصة بسرد تفاصيل العلميّات الجراحيّة كي يجدوا من المستمعين العطف و الإشفاق . و إبداء العطف على النفس في مواجهة الشدائد و المصائب , سواء كانت حقيقيّة أو متوهمة , أمر شائع لا يكاد يخلو منه إنسان » .
šš
تشارلز شواب [ مدير أحد مصانع الصلب بأميركا ] : 130 .
« لا شيء يبث الحماسة في القلوب و يحفز إلى سرعة الإنجاز مثل المنافسة . و لست أعني المنافسة في أسوأ معانيها , تلك التّي تهدف إلى جمع المال , و لكنّي أقصد بها الرغبة في التوفق » .
šš
هارفي فايرستون [ صاحب شركة مطاط بأمريكا ] : 131 .
« لا أحسب أنّ المال وحده يستطيع أن يجمع الرجال الطيّبين و يستبقيهم معاً , و لكن المنافسة وحدها تستطيع هذا » .
šš
لويس لوبس [ مدير أخطر سجن بأميركا ] : 148 .
« لقد وجدت أن تقديري للجهود التّي يبذلها نزلاء السحن يأتي بنتائج باهرة , و يستحث خطأهم نحو الصلاح أكثر مما يفعل النقد و التفتيش عن الأخطاء » .
šš
صمويل فوكلين [ مدير شركة للقاطرات بأمريكا ] : 152 .
« في وسع أي إنسان أن ينقاد لك عن طيب خاطر إذا أظهرت له أنّك تحترم فيه و لو ضرباً واحداً من المقدرة . فإذا أردت أن تفيد من شخص في ناحية من النواحي , فما عليك إلا أن تؤكد له أنّ هذه الناحية بالذات من نواحي القوة فيه » .
šš
هنري جيمس :
« أول ما ينبغي أن تتعلّمه في فنّ معاملة النّاس هو ألا تعترض الطرق التي يستمدون منها السعادة , اللهم إلا إذا كانت هذه الطرق تعترض بقوة طريقك أنت » .
šš
وليم جيمس [ عالم نفساني ] :
« لو أننا قارنا بين أنفسنا كما هي و كما يجب أن تكون عليه لوجدنا أننا أنصاف أحياء . إنّنا نستخدم جزءاً يسيراً من مواردنا الجثمانيّة و الذهنيّة . أو بمعنى آخر : إنّ الفرد منّا يعيش في نطاق ضيّق محدود يصطنعه داخل حدوده الواسعة , فهو يملك قوى مختلفة الأنواع , و لكنه يخفق يحيد – عادة - عن استخدامها » .
šš
الدكتور بول بوبينو [ مدير معهد الصلاة العائليّة بأمريكا ] : 180 .

« إن معظم الشبّان الراغبين في الزواج لا يهمهم أن تكون الزوجة المنشودة ربّة بيت من الطراز الأول بقدر ما يهمهم أن تشبع غرورهم الذكوري , و تمنحهم الإحساس بالأهميّة و الإعتبار » .