حدّث
بعضهم , قال : عندما كانت ليلة فرحي – الذي كنت أنتظره بشوق عارم – دخلت غرفة
النوم قبل عروسي , لأرى إن كان كل شيء جاهزاً , إلا أنّي تفاجأت برسالة موضوعة على
إحدى الوسادتين , فتحتها فإذا فيها :
بسم
الله الرحمن الرحيم .
عريسي
الغالي :
حمداً
لله تعالى أن وفقنا و جمع شملنا و حقق أمنيّتنا , التي ما زلنا نحلم بها مذ قدّر
الله التعارف بيننا .
زوجي
العزيز :
إنني
أزف إليك , و في قلبي لوعة الفراق لأهلي , الذين نشأت بينهم و شببت فيهم , مؤملة
أنّني سأجد بك و معك و فيك من الحب الودود و العطف الرحيم و الحنان الجميل , ما
يخفف عنّي ألم فراقهم و قسوة البعد عنهم .
أميري
الحبيب :
لقد
كنتَ تستطيع أن تجد في فتيات عائلتك أو جيرانك من تستحقها زوجة لك و رفيقة لدربك ,
و قد كنتُ مثلك أيضاً , و لكن سبق القدر , و كان أمر الله مفعولاً . فلأجل ذلك
أذكرّك – يا زوجي الحبيب – أنّني عندك أمانة غالية فاحفظني – حفظك الله - و لا
تضيّعني – أكرمك الله - , فليس عند الله حسنّة أعظم – بعد تقواه – من الإحسان لأمة
ضعيفة و أنثى رقيقة , قد أسرت بين يديك . فإن لم تعاملني بحاسّة الحب الذي يجمع
بين قلبينا , فلا أقل من أن تعاملني بتقوى الله و الرغبة فيما عنده من حسن الثواب
.
رجلي
الرائع :
لقد
قدر الله زواجنا , فمن المفيد لنا جميعاً : لك و لي , أن نتعاون على تشييد صرح هذا
الزواج : على المودة و الرحمة , على الإحترام و التقدير , على التعاون و المساعدة ,
تظلّله طاعة الله و الإستقامة على نهج شريعته . فإن نحرص على هذا القرار – و لستُ
أشك في رغبتك القويّة فيه - , يبارك الله تعالى – إن شاء الله – زواجنا , فيكون
لنا مملكة خالدة : يسودها الحب و يتدفق فيها الجمال , فلا يستطيع شيءُ بعدُ – إن
شاء الله - أن يحطمها .
سيدي
الكريم :
أنت
و أنا مهما حرصنا على التعاون و المساعدة , و مهما حرصنا على الإبتعاد عن كل نزغات
الشيطان و طيش الهوى , تظل حقيقة أنّنا بشر : نخطئ و نصيب , نقوى و ننكسر , نبادر
و نتعب , حاكمة قاهرة . فبحق الحب الذي يجمع بيننا , بل بحق الميثاق الغليظ الذي
يربطنا , أسألك أن تغفر الذنب و تستر العيب و تقيل العثرة و تتجاوز عن الإساءة ,
إنّ كل ذلك – اعلم يا حبيبي – لستُ أفعله عمداً و قصداً , بل فقط ضعفاً و خطأ . و
من غيرك – يا حبيب القلب – يغفر لي زلّتي و يستر عيبي و يرحم ضعف أنوثتي ؟!
حبيبي
الرائع :
أسأل
الله تعالى أن يجعلني قرّة عينك , و أن يجعلك قرّة عيني . و أن يرضيك عنّي و
يرضيني عنك . و أن يملأ قلبك بحبي و يملأ قلبي بحبك . و أن يجعلني لك نعمة و كرامة
و أن يجعلك لي رحمة و حناناً .
أسأل
الله أن يوفقنا لما يحب و يرضى , إنّه سميع قريب .
الأسيرة
بين يديك .
قال
المحدث : فما إن أنهيت القراءة , حتّى وجدت قلبي يتدفق حبّاً لها و شوقاً إليها .
قلت
: صدقت الحكماء : الزوجة الصالحة , كنز لا يفنى . فاختاري أيّتها القارئة أية
امرأة تفضلين أن تكوني !!
فصل من كتابي " أجنحة الحب "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق