إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 24 نوفمبر 2013

رسالة فتاة عروس إلى زوجها ليلة دخلتها

حدّث بعضهم , قال : عندما كانت ليلة فرحي – الذي كنت أنتظره بشوق عارم – دخلت غرفة النوم قبل عروسي , لأرى إن كان كل شيء جاهزاً , إلا أنّي تفاجأت برسالة موضوعة على إحدى الوسادتين , فتحتها فإذا فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم .
عريسي الغالي :
حمداً لله تعالى أن وفقنا و جمع شملنا و حقق أمنيّتنا , التي ما زلنا نحلم بها مذ قدّر الله التعارف بيننا .
زوجي العزيز :
إنني أزف إليك , و في قلبي لوعة الفراق لأهلي , الذين نشأت بينهم و شببت فيهم , مؤملة أنّني سأجد بك و معك و فيك من الحب الودود و العطف الرحيم و الحنان الجميل , ما يخفف عنّي ألم فراقهم و قسوة البعد عنهم .
أميري الحبيب :
لقد كنتَ تستطيع أن تجد في فتيات عائلتك أو جيرانك من تستحقها زوجة لك و رفيقة لدربك , و قد كنتُ مثلك أيضاً , و لكن سبق القدر , و كان أمر الله مفعولاً . فلأجل ذلك أذكرّك – يا زوجي الحبيب – أنّني عندك أمانة غالية فاحفظني – حفظك الله - و لا تضيّعني – أكرمك الله - , فليس عند الله حسنّة أعظم – بعد تقواه – من الإحسان لأمة ضعيفة و أنثى رقيقة , قد أسرت بين يديك . فإن لم تعاملني بحاسّة الحب الذي يجمع بين قلبينا , فلا أقل من أن تعاملني بتقوى الله و الرغبة فيما عنده من حسن الثواب .
رجلي الرائع :
لقد قدر الله زواجنا , فمن المفيد لنا جميعاً : لك و لي , أن نتعاون على تشييد صرح هذا الزواج : على المودة و الرحمة , على الإحترام و التقدير , على التعاون و المساعدة , تظلّله طاعة الله و الإستقامة على نهج شريعته . فإن نحرص على هذا القرار – و لستُ أشك في رغبتك القويّة فيه - , يبارك الله تعالى – إن شاء الله – زواجنا , فيكون لنا مملكة خالدة : يسودها الحب و يتدفق فيها الجمال , فلا يستطيع شيءُ بعدُ – إن شاء الله - أن يحطمها .
سيدي الكريم :
أنت و أنا مهما حرصنا على التعاون و المساعدة , و مهما حرصنا على الإبتعاد عن كل نزغات الشيطان و طيش الهوى , تظل حقيقة أنّنا بشر : نخطئ و نصيب , نقوى و ننكسر , نبادر و نتعب , حاكمة قاهرة . فبحق الحب الذي يجمع بيننا , بل بحق الميثاق الغليظ الذي يربطنا , أسألك أن تغفر الذنب و تستر العيب و تقيل العثرة و تتجاوز عن الإساءة , إنّ كل ذلك – اعلم يا حبيبي – لستُ أفعله عمداً و قصداً , بل فقط ضعفاً و خطأ . و من غيرك – يا حبيب القلب – يغفر لي زلّتي و يستر عيبي و يرحم ضعف أنوثتي ؟!
حبيبي الرائع :
أسأل الله تعالى أن يجعلني قرّة عينك , و أن يجعلك قرّة عيني . و أن يرضيك عنّي و يرضيني عنك . و أن يملأ قلبك بحبي و يملأ قلبي بحبك . و أن يجعلني لك نعمة و كرامة و أن يجعلك لي رحمة و حناناً .
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب و يرضى , إنّه سميع قريب .
الأسيرة بين يديك .
قال المحدث : فما إن أنهيت القراءة , حتّى وجدت قلبي يتدفق حبّاً لها و شوقاً إليها .

قلت : صدقت الحكماء : الزوجة الصالحة , كنز لا يفنى . فاختاري أيّتها القارئة أية امرأة تفضلين أن تكوني !!
فصل من كتابي " أجنحة الحب " 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق