إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 19 فبراير 2014

خلاصة كتاب : العادات السبع للناس أكثر فعالية . ستيفن آر . كوفي



ص : 13 .
« أحد المبادئ التّي كان لها أعمق الأثر في حياتي هو : إذا أدرت تحقيق أقصى طموحاتك , و تجاوز أكبر التحديات التّي تواجهك , حدد المبادئ أو القوانين الطبيعيّة التّي تحكم الأهداف التّي تسعى وراءها , و اعمل على تطبيقها . و ستتباين مناهج تطبيق تلك المبادئ تبايناً كبيراً , كما أنّها ستعتمد أيّما اعتماد على قوانا المتفرّدة و مهاراتنا و ملكتنا الإبداعيّة , و لكن يظل نجاحنا في أي جهود نبذلها متحققاً من العمل المتّسق مع المبادئ المرتبطة بالنجاح » .
ص : 16 .
« عندما نعتنق مبدأ أنّنا ضحايا لظروفنا , و نستسلم لظلمة الحتميّة , فهذا يعني فقدان الأمل و فقدان الحافز , و من ثم الوقوع في مستنقع الركود و تقبّل الأمر الواقع » .
ص : 32 .
« خلال أكثر من خمسة و عشرين عاماً من عملي مع النّاس في العمل , و الجامعة , و استشارات الزواج , و علاج الأسرة , إلتقيت بالعديد من الأفراد الذي حققوا نجاحاً ماديّاً هائلاً . و لكنّهم وجدوا أنفسهم في صراع مع النهم الداخلي و الرغبة العميقة لتحقيق التوافق الشخصي الداخلي و الفعّاليّة و العلاقات الصحيّة المتناميّة مع الآخرين . و أعتقد أنّنا نشاركهم بعضاً من تلك المشاكل التي يعانون منها » .
ص : 38 .
« إن محاولة تغيير التوجهات و السلوكيات الخارجيّة لن يخدمك على المدى البعيد , إذا أخفقت في التّعرف على التّصورات الذهنيّة الأساسيّة التّي تستقى منها تلك التّوجهات و السلوكيّات » .
ص : 46 .
« المبادئ هي إرشادات للسلوك الإنساني , و التّي ثبت أنّها ذات قيمة ثابتة و دائمة . و إنّ هذه المبادئ أساسيّة و غير قابلة للنقاش لأنّها ذاتيّة البرهان . و واحدة من أسرع الطرق التّي تمكنّك من فهم الطبيعة الثابتة للمبادئ هي التفكير في سخافة أن تعيش حياة فعّالة أساسها اعتناق أو استخدام عكس تلك المبادئ . فلا أعتقد أنّ أيّاً منّا سيفكر بجديّة في اتخاذ الظلم أو الخداع أو الدونيّة أو اللامبالاة أو المقدرة المتوسطة التّدني كأساس قوي للنجاح و السّعادة الأبديين . و على الرغم من أنّ النّاس قد يجادلون حول طريقة تعريف تلك المبادئ أو توضحيها أو كيفيّة تحقيقها , فهناك إحساس بوجودها . و كلّما تشابهت خرائطنا أو تصوّراتنا الذهنيّة مع تلك المبادئ أو قوانين الطبيعة ازدادت دقّتها و فاعليّتها . و مما لا شك فيه أنّ تأثير الخرائط الصحيحة على شخصيّتنا و على فعّاليّة علاقتنا مع الآخرين يتسم بأنّه أقوى من أي جهد نبذله لإحداث تغيير في توجهاتنا و سلوكيّاتنا » .
ص : 48 .
« لابد من تعلّم الإنصات من أجل إقامة علاقات فعّالة مع الزوجة أو الزوج أو الأطفال أو الأصدقاء أو شركاء العمل . و هذا يتطلّب قوة عاطفيّة , لأنّ الصبر و الإنفتاح و الرغبة في الفهم جزء من الإنصات , و هي سمات عالية التطور للشخصيّة . و من السهل للغاية أن يتصرّف المرء من منطلق مستوى عاطفي منخفض و يعطي نصائح رفيعة المستوى » .
ص : 54 .
« ذكر آلبرت أينشتاين ملاحظة قائلاً : " لا يمكن حل المشكلات الكبيرة التّي تواجهنا و نحن على ذات مستوى التفكير الذي كنّا عليه عندما صنعنا هذه المشكلات " . عندما ننظر حولنا و بداخلنا و ندرك المشاكل التّي خلقناها على مدار حياتنا و أثناء تفاعلنا مع الأخلاق الشخصيّة ندرك أنّها مشاكل أساسيّة و عميقة لا يمكن حلّها بنفس المستوى السطحي الذي تكونت نتيجة له . و نحن بحاجة إلى مستوى جديد و أعمق من مستويات التفكير , نريد تصوّراً ذهنيّاً قائماً على أساس المبادئ التي تقدم وصفاً دقيقاً لأرضيّة فاعليّة و تفاعل البشر لحل تلك الهموم العميقة » .
ص : 55 .
« قد أتيحت لي فرصة العمل مع العديد من النّاس : أناس رائعين , و أناس موهوبين , و أناس يودون من أعماقهم تحقيق السّعادة و النجاح , و أناس باحثين , و أناس يتسببون في جرح الآخرين . كما عملت مع مديرين تنفيذيين و طلبة جامعة و جماعات دينيّة و عائلات و أزواج و زوجات , و خلال تجاربي العديد , لم أر أبداً حلولاً دائماً للمشاكل و سعادة و نجاح دائمين تأتي من الخارج إلى الداخل . و ما رأيته يتمخض عن التصورات الذهنيّة التّي تأتي من الخارج إلى الداخل هو أناس تعساء يشعرون بأنّهم ضحايا و مقيّدون . و الذين يركزون دائماً على نقاط ضعف الآخرين و يلومون ظروفهم على الجمود الذي ألمّ بحياتهم . و قد رأيت زيجات تعيسة حيث يريد كل طرف من الطرف الآخر أن يتغيّر , و يعدد كل واحد منهما خطايا الآخر , و يحاول تشكيل الطرف الآخر على هواه . و كم شاهدت من خلافات إداريّة حيث يهدر النّاس الكثير من وقتهم و طاقاتهم في محاولة لوضع تشريع يجبر النّاس على التّصرف و كأنّ أسس الثقة ضاربة بجذورها » .
ص : 58 .
« تتكون شخصيّتنا في الأساس من عاداتنا . تزرع فكرة تحصد عملاً , و تزرع عملاً تحصد عادة , و تزرع عادة تحصد شخصيّة , و تزرع شخصيّة تحصد مصيراً , و تستمر تلك الحكمة بلا نهاية . و تعد العادات عوامل مؤثرة في حياتنا , لأنّها متماسكة و مترابطة , و عادة ما تكون نماذج غير واعية , فإنّها تُعبر بشكل دائم و يومي عن شخصيّتنا و تصنع فعّاليتنا , أو انعدام تلك الفعّاليّة . و كما قال المعلم العظيم هوارس مان " العادات تشبه الحبل الغليظ ننسج أحد خيوطه كل يوم و سريعاً ما يصبح مستحيل القطع " , و أنا شخصيّاً لا أتفق معه في الجزء الأخير من تعبيره . فأنا أعلم أنّه قابل للقطع . فالعادات يمكن تعلّمها و يمكن التوقف عن القيام بها . و لكنّي أعلم أنّها ليست حلاًّ سريعاً لأنّها تتطلب عمليّة و التزام لا حدود له » .
ص : 59 .
« العادات أيضاً لها جاذبية هائلة , أكثر مما يدركه الكثير من النّاس أو يعترفون به . و الإنتهاك العميق الذي ينطوي على عادات مثل المماطلة أو نفاد الصبر أو اللامبالاة أو الأنانيّة و التّي تنتهك مبادئ الفعّاليّة الإنسانيّة الأساسيّة , يتطلّب أكثر من بعض من الإرادة و القليل من التغييرات التّي مكن إحداثها في حياتنا . و الإنطلاق يتطلّب جهداً هائلاً و لكن ما إن ننطلق خارج الجاذبيّة تأخذ حريّتنا بُعداً جديدًا تماماً » .
ص : 87 .
« إنّ مواهبنا البشريّة المتفرّدة تسمو بنا فوق عالم الحيوان . و القدر الذي نصقل و نطور به هذه المواهب يعزز من قوّتنا , لكي نستغل امكاناتنا الفريدة . فبين المحفز و الإستجابة تكمن أعظم قوة نملكها : حريّة الإختيار » .
ص : 88 .
« الناس الذين يتمتعون بالمبادرة السريعة يدركون تماماً معنى تحمّل المسؤوليّة و لا يعلقون سلوكيّاتهم على الظروف أو الأحوال , لأنّهم يعون تماماً أنّ سلوكيّاتهم هي نتاج لإختيارهم الواعي المبني على أساس من القيم و ليست وليدة الظروف التّي يمرّون بها و المبنيّة على المشاعر » .
ص : 93 .
« إنّ حمل النّاس على تحمّل المسؤوليّة لا يقلل من شأنهم , بل إنّه مجرد تشجيع و حب لهم . فالمبادرة قد تكون خاملة في الوقت الحالي , بيد أنّها موجودة . و إذا احترمنا طبيعة المبادرة لدى الآخرين , فإنّنا نعكس لهم من خلال مرآة المجتمع صورة واضحة و غير مشوّهة » .
ص : 107 .
« يوجد لدى الكثير من النّاس الذين يعمدون إلى تفسير معنى " مبادر " بأنّه شخص لحوح و عدواني و عديم الإحساس , و لكن هذا التفسير بعيد كلّ البعد عن المعنى الحقيقي . فالشخص المبادر ليس لحوحاً , بل هو شخص ذكي تقوده القيم , و لديه القدرة على قراءة الأحداث و يعلم ما يتعيّن عليه القيام  به » .
ص : 110 .
« قبل أن نحول تركيز حياتنا على دائرة التأثير , نحن في حاجة إلى التفكير في أمرين يقعان ضمن دائرة الهموم تفكيراً أعمق : العواقب و الأخطاء . ففي حين أنّنا نتمتع بحريّة احتيار أفعالنا , فإنّنا لا نملك ترف اختيار عواقب تلك الأفعال . لأنّ العواقب محكومة بقانون الطبيعة [ بل الله تعالى ] . و هي تقع خارج دائرة الهموم , فبإمكاننا أن نختار الوقوف أمام القطار مسرع , و لكنّنا لا نستطيع أن نقرر ماذا سيحدث لنا بعد أن يصدمنا القطار [ ... ] و سلوكنا يخضع لسيطرة المبادئ , فالعيش في توافق معها يجلب عواقب حميدة , أما انتهاكها فيجلب عواقب وخيمة . و نحن نتمتع  بحريّة اختيار استجابتنا لأي موقف , و لكن عند قيامنا بذلك , فنحن نختار بالتعبيّة العواقب المرتقبة . عندما نختار أحد أطراف العصا فنحن نختار الطرف الآخر » .
ص : 113 .
« يقول صامويل جونسون : لابد أن يتدفق  نبع الأفكار من داخل العقل , و من يمتلك القليل من المعرفة حول الطبيعة الإنسانيّة و يسعى وراء السعادة إلى الحد الذي يدفعه إلى تغيير أي شيء عدا شخصيّته , فإنّه يهدر حياته في جهود لا طائل منها , و يضاعف من الأسى الذي يحاول التخلّص منه » .
ص : 117 .
« عندما انظر إلى قبور العظماء يموت بداخلي أي شعور بالحسد , و عندما أقرا العبارات الجميلة المكتوبة عليها تذوى بداخلي كل الرغبات الجامحة , عندما أرى عيون الآباء تقطر حزناً عند القبور ينفطر قلبي تعاطفاً معهم , و عندما أرى قبور الآباء أنفسهم أفكر في عدم جدوى الحزن على هؤلاء الذين سنحلق بهم سريعاً , و عندما أرى الملوك يرقدون جنباً إلى جنب مع هؤلاء الذين انتزعوا منهم الحكم , و أرى المتنافسين أو الرجال الذين قسموا العالم بسبب أفكارهم و أثاروا به النزاعات يرقدون جنباً غلى جنب أتدبر بحزن و دهشة المنافسة و الصراعات و المناظرات بين الجنس البشري , و عندما أقرا التواريخ المختلفة المكتوبة على القبور لبعض الذين توفوا بالأمس و الذين توفوا منذ مئات السنين أفكر في يوم القيامة حيث سنحشر جميعاً » .
ص : 118 .
« معظم النّاس يكتشفون أنّهم حققوا انتصارات جوفاء و نجاحات جاءت على حساب أشياء اكتشفوا فجأة أنّها أكثر أهميّة . و غالباً ما يتسارع النّاس من كافة ضروب الحياة : الأطباء و الأكاديميون و الممثلون و السياسيون و رجال الأعمال و الرياضيون و حتّى السباكون , لتحقيق دخل أعلى أو للحصول على درجة وظيفيّة أعلى , ليكتشفوا في النهايّة أنّ سعيهم لتحقيق هدفهم قد أعمهم عن أشياء مهمّة بالنسبة لهم , و التّي لم يعد لها وجود في حياتهم الآن » .
ص : 121 .
« إنّ الإدارة تركز على القاعدة الأساسيّة : كيف يمكنني إنجاز تلك الأمور على الوجه الأكمل ؟ أما القيادة فتركز على الخطوط العلويّة : ما هي الأشياء التّي أود تحقيقها ؟ و كما قال بيتر دراكر و وارن بينز : " الإدارة هي أداء الأمور بالطريقة الصحيحة , أما القيادة فهي القيام بالأمور الصحيحة " . و الإدارة هي الكفاءة في ارتقاء سلم النجاح , أما القيادة فهي التّأكد من أنّ السلم يستند إلى الجدار الصحيح » .
ص : 134 .
« كل شريك في الزواج ينزع إلى انتظار مبادرة الطرف الآخر بإظهار حبّه لا ينال سوى خيبة الأمل فحسب , بل يتعدى الأمر إلى تأكده من مصداقيّة الإتهامات التي يوجهها إلى الشريك الآخر . و التظاهر بأن كل شيء على ما يرام في العلاقة هو أمان زائف » .
ص : 136 .
« واحدة من القوى المهيمنة على العديد من النّاس هي التملك , ليس تملك الأشياء الملموسة و الماديّة فحسب مثل الملابس المسايرة للموضة و المنازل و السيّارات و القوارب و المجوهرات , بل تملك الأشياء المعنويّة كذلك , مثل الشهرة و المجد و الوجاهة الإحتماعيّة . و يدرك معظمنا من خلال تجربتنا الشخصيّة مدى فساد هذا التمحور لأنّه ببساطة قد يتلاشى سريعاً و قد يتأثر بالعديد من القوى » .
ص : 141 .
« عندما ينظر الإنسان إلى دار العبادة على أنّها غاية في حد ذاتها , و ليست وسيلة للمساعدة على تحقيق غاية , فإنّه يقوض حكمته و إحساسه بالتوازن . و على الرغم من أنّ دور العبادة تُعلم النّاس أين تكمن مواطن القوة , إلا أنّها ليست مصدر القوة ذاته . و بالتّالي فإنّه يتسم بالركود الذي تجد القوة من خلاله طريقها إلى طبيعة الإنسان » .
ص : 147 .
« تذكر أنّ تصوّرك الذهني هو المصدر الذي تنبع منه توجهاتك و سلوكيّاتك . و التصور الذهني يشبه النظارة التّي تؤثر على طريقة رؤيتك لكل شيء في حياتك . فإذا نظرت إلى الأشياء من خلال التصور الذهني للمبادئ الصحيحة سترى من العالم أمور مختلفة تماماً عما ستراه لو نظرت من خلال أي تصور ذهني محوري » .
ص : 154 .
« كتابة رسالة الحياة الشخصيّة أو مراجعتها تغيّرك , لأنّها تدفعك إلى التفكير في أولويّاتك تفكيراً عميقاً و بحرص , حتّى تتوافق سلوكيّاتك مع معتقداتك . و بينما تفعل هذا سيبدأ الآخرون في الشعور بأنّ الظروف لا تُسيّرك . فأنت تمتلك إحساساً بالرّسالة فيما تفعل , و هذا يشعرك بالمتعة » .
ص : 161 .
« واحدة من المشكلات الكبرى التي تنشأ عندما يعمل النّاس من أجل إضفاء المزيد من الفعّاليّة على حياتهم هي أنّهم لا يوسعون مدى تفكيرهم بالقدر الكافي . فهم يفقدون حسّ التناسب و التوازن و البيئة الطبيعيّة اللازمة لتحقيق حياة فعّالة . و ربما يستهلكم العمل مهملين صحتهم . و باسم النجاح المهني يهملون أغلى العلاقات في حياتهم » .
ص : 163 .
« الهدف الفعّال هو ذلك الذي يركز في المقام الأول على النتائج لا النشاط . و هو يحدد لك وجهتك , و في خلال هذه العمليّة يساعدك على تحديد مكانك . كما أنّه يقدم لك معلومات مهمّة حول كيفيّة الوصول إلى وجهتك , و يخبرك عندما تصل و يوحد جهودك و طاقاتك . و هو يعطي معنى و هدفاً لكل ما تفعل . و في النهاية يسعه ترجمة نفسه في صورة أنشطة يوميّة , و من ثم تصبح إنساناً مبادراً مسئولاً عن حياتك تحقق في كل يوم الأشياء التّي تمكنّك من تحقيق وسالة حياتك الشخصيّة » .
ص : 190 .
« يبدو العديد من النّاس يفكرون أنّ النجاح في أحد الجوانب يعوض الفشل في الجوانب الأخرى . و لكن هل يمكن أن يكون هذا صحيحاً ؟ ربما يكون صحيحاً خلال وقت محدد في جوانب محددة . و لكن هل يمكن لنجاحك في عملك تعويض زواجك الفاشل أو صحتك المتدهورة أو ضعف شخصيّتك ؟ إن الفعّاليّة الحقيقيّة تتطلب توزاناً و أداتك تساعدك على خلق التوازن و الحفاظ عليه » .
ص : 223 .
« ما لم يتم الحفاظ على رصيد كبير من الثقة من خلال الإيداع المستمر سيتعرّض الزواج للتدهور . و بدلاً من التّفهم و التواصل الغني و المستمر سيتحول المنزل إلى المنزل به شخصان يحاول كل واحد منهما العيش بأساليب حياة مختلفة بكل احترام و تسامح . و يمكن أن تشهد العلاقة المزيد من التدهور لتتحول إلى علاقة عدائيّة و دفاعيّة , و تخلق استجابة الهروب أو المواجهة معارك لفظيّة وصفق الأبواب و رفض الحديث و انسحاب عاطفي ثم الشفقة على النفس , و ربما ينتهي الأمر بشن حرب باردة بالمنزل لا يوقفها سوى الأطفال أو العلاقة الحميمة أو الضغوط الإجتماعيّة أو الحافظ على الصورة أو ربما ينتهي الأمر في ساحات المحاكم حيث تستمر المعارك القانونيّة التّي تدمر الذات لسنوات عديدة , و حيث لا يتوقف النّاس عن ذكر خطايا الزوج السابق . و هذا يحدث في أكثر العلاقات حميميّة و ثراء و متعة و إشباعاً و التي يمكن أن تنشأ بين شخصين على وجه الأرض » .
ص : 234 .
« الإعتذار الفوري النابع من القلب و ليس بدافع الشفقة يتطلّب شخصيّة قويّة . و لابد أن يمتلك الإنسان زمام نفسه و يكون لديه حس عميق بالأمن فيما يتعلّق بالمبادئ و القيم حتّى يستطيع تقديم اعتذار صادق .أما النّاس الذين لا يشعرون بالأمن الداخلي فلا يستطيعون تقديم الإعتذار , فهو يجعلهم عرضة للتأذي . و هم يشعرون أنّ الإعتذار يظهرهم بمظهر الشخص الليّن و الضعيف , فينتابهم الخوف من استغلال الآخرين لضعفهم . و هذا النوع من النّاس ينبني إحساسه بالأمن على أساس رأي النّاس فيه , و يشعر بالقلق حيال ما قد يعتقده الآخرون به . و بالإضافة إلى ذلك هم عادة ما يشعرون بأنّ ما يفعلون له ما يبرره , و يبررون أخطاءهم باسم أخطاء الآخرين . و حتّى إذا ما قدموا اعتذاراً يكون سطحيّاً شكلاً و موضوعاً » .
ص : 239 .
« عندما ينظر الآباء إلى مشاكل أطفالهم على أنّها فرص لبناء علاقات بدلاً من النظر إليها على أنّها عبء سلبي مقلق , ستتغيّر طبيعة التّفاعل بين الأطفال و الآباء , و يصبح الآباء أكثر استعداداً , و بل و يمتلكهم الفضول لفهم أطفالهم فهماً أفضل و مساعدتهم . و عندما يلجأ الطفل لوالديه بمشكلة بدلاً من التفكير " يا إلهي , ليس مشكلة أخرى " يصبح تصوّرهم الذهني هو " إنّها فرصة عظيمة بالنسبة لي لمساعدة طفلي و استثمار العلاقة " . و تتغيّر العديد من التفاعلات من مجرّد صفقات إلى فرص للتحول و التغير و تتولد روابط الحب و الثقة عندما يشعر الأطفال بتقدير آبائهم لمشاكلهم و التّعامل معهم كأفراد » .
ص : 306 .
« الوقت الذي تستثمر في فهم من تحب يعود عليك بأرباح هائلة في صورة التواصل المفتوح . و من ثمَّ لا يتاح أمام المشاكل التّي قد تواجه الأسر أو الزواج الوقت كي تتطور و تتفاقم . فيصبح التواصل مفتوحاً بحيث يمكن القضاء على المشاكل و هي في المهد , و يكون مخزون الثقة في رصيد بنك المشاعر كبيراً لمعالجة المشاكل التّي قد تنشأ » .
ص : 326 .
« يُعتبر تقدير قيمة الإختلافات هو جهور التكاتف , أي الفروق الذهنيّة و العاطفيّة و النفسيّة بين النّاس . و مفتاح تقدير تلك الفروق هو : إدراك أنّ النّاس يرون العالم كما يشاؤون لا على حقيقته » .
ص : 357 .
« عندما تلتزم بمواصلة تعليمك فإنّك تزيد قاعدة معرفتك و من ثمَّ تزيد خياراتك . فلا يكمن أمنك الإقتصادي في وظيفتك , بل يكمن في قدرتك على الإنتاج , أي التفكير و التعلم و التكيف . و نفس الأمر ينطبق على الإستقلال الإقتصادي , فهو لا يعني امتلاك ثروة , بل امتلاك القوة التّي تنتج هذه الثروة . إنّه أمر داخلي » .
ص : 372 .

« أعتقد أنّ هناك أجزاء من الطبيعة البشريّة لا يمكن الوصول إليها من خلال أي تشريع أو تعليم , و لكنّها تتطلب قوة من الله سبحانه و تعالى للتعامل معها . و أعتقد أنّ البشر لا يستطيعون الوصول بأنفسهم إلى حد الكمال . فوفقاً لدرجة التزامنا بالمبادئ القويمة تتولد بداخلنا الصفات الإلهيّة و التّي تمكننا من الوفاء بمتطلبات الخالق . و كما قال تيلهارد دو شاردين " إنّنا لسنا بشراً لديهم تجارب روحانيّة , بل إنّنا مخلوقات روحانيّة لديها تجارب بشريّة " » .

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

لدي حلم جميل

يقول الرسول r :
لدي حلم
{إن قامت الساعة و بيد أحدكم فسيلة , فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل }
قد يضع الإنسان لنفسه هدفاً يسعى لتحقيق و ينشد بلوغه .. ثم ينتهي كلّ شيء بمجرد تحقق الهدف !! أما الحلم فمعنى آخر .. هو معنى كبير يستمد طاقته من نبض القلب و إشراقة الروح و سرّ الحياة .. و لذلك يكون تأثيره أقوى من الهدف الصغير الضئيل !!
النبي r يريد للمسلم أن يتفاعل مع أحلامه بشكل إيجابي .. إنّه يرفض أن يغتالها في ضميره .. يرفض أن يشوّهها في أعماقه .. يرفض أن تظل حبيسة الخيال .. و من ثمَّ يأمره _ صلى الله عليه و سلم _ أن لا ييأس , ليس فقط عندما تواجهه بعض المعوّقات , بل أيضاً حتّى في أقصى لحظات الضعف التّي تحطم كلّ شيء في الكينونة البشريّة .
إنّ هذا الحديث النبوي الدقيق ينبّه المسلم على الحقائق مهمّة :
@ ضرورة الصبر و المثابرة , و أهميّة الحرص الشديد على بذل الوسع لتحقيق الحلم .
@ التفاعل الإيجابي مع الأحداث , حتّى تلك التّي تضغط على العقل و تكاد تخنق الروح  .
@ الإنعتاق من بوتقة الأنانيّة المقيتة إلى رحابة التفكير الجميل في الآخرين و جلب المنفعة لهم .
@ الحياة لا تنتهي عند شخص معيّن أو عند مرحلة محدّدة , بل هي خط متواصل و بحر دفّاق .
إذن , النبي r يعلّم المسلم _ في هذا الحديث _ أهميّة الحلم , بل أن تكون أحلامه كبيرة جدّاً , تتجاوز ذاته الشخصيّة الصغيرة إلى رحابة الإنسانيّة الفسيحة , و تسمو على ضيق الدنيا الفانيّة إلى فضاء خلود الآخرة الأبديّة .
عندما يعيش الإنسان بهذا التفكير و بهذه الرؤية و يتعامل مع الحياة _ بشتى روابطها و أحداثها _ على نحو هذه الشاكلة الجميلة , حينها فقط سيكون إنساناً إيجابيّاً : في تفكيره , في أخلاقه , في سلوكيّاته . و حينها _ أيضاً _ سيعيش مطمئن القلب مشرق الروح متألق العقل . ذلك لأنّه الآن _ و قد تغيّرت رؤيته لشخصه و للحياة من حوله و للمصير السائر إليه _ لم يعد يخشى الفشل , و لم يعد يخشى الحرمان , فهو مرتبط بخالقه الجليل , الإله المطلق الأزلي , و من ثمَّ فهو بين أمرين :
إما أن يقطف ثمرة كفاحه و صبره و مثابرته هنا في عالم الدنيا .
و إما أن يجنيها _ كأحسن ما يكون اجتناء ثمرة _ هنالك .. في عالم الخلود و السرمديّة الفائقة . } وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقَىٰ { [الأعلى:17] .
إنّ ذا الحديث , يقول للمسلم :
* عش حياتك بأمل جميل و حلم سامي و تفاؤل كبير , و لا تيأس و لا تخف و لا تتشاءم , فهناك ربّ برٌّ رحيم عليم بصير قوي قدير , لا يضيع عنده شيء من العمل الصالح و لا تخيب لديه نيّة خالصة .
* عش حياتك بالحب للآخرين و العطاء الكريم لهم الحرص الشديد على منفعتهم و خيرهم , حتّى و إن كنت على يقين واضح أنّهم سيجنون فوائد صبرك و كفاحك بعد أن ترحل عنهم , فالله لن ينس لك ذلك و سيجازيك خير الجزاء .

يقول الحق تعالى : } كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ { [آل عمران:110] . فهكذا ينبغي أن تكون أيّها المسلم : خيّراً , متفائلاً , معطاءاً , مكافحاً في سبيل سعادة الآخرين و راحتهم : مع نفسك أولاً , ثم مع كل من تربطك بهم رابطة : زوجتك , أولادك , أصدقاؤك , جيرانك , عائلتك , مجتمعك , و الإنسانيّة جمعاء .

الأحد، 22 ديسمبر 2013

منطلقات بناء الانسان في القرآن

مهمة القرآن في حياة الإنسان هي إعادة بناء شخصيّته بما يتناسب مع فطرته الأولى التي فطره الله عليها , لأن الإنسان بدون هذه الفطرة لا يمكن أبدا أن ينسجم مع حقائق الحكمة الإلهية في الكون و الحياة و المصير , أي أنه لا يمكن أن يعيش حياة مستقرة و سعيدة , يتناغم مع معطيات الكون من حوله , و يتناسق مع جماليات الحياة في هذا العالم , و يفوز في الآخرة بمصير كريم و جميل . 
و المنهج القرآني الفريد ينطلق في تقرير هذه الحقيقة من حقيقة واحدة ألا و هي : أن الله تعالى هو أعلم بما بحقيقة الكينونة الإنسانية بكل طاقاتها و غرائزها و احتياجاتها و أشواقها : [ ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ] ( الملك 14 ) .
و سأكتفي في هذه المقالة ببث شذرات مقتضبة توضح لنا بعض معالم و منطلقات بناء الإنسان في المنهاجية القرآنية , ذلك لأن موضوعا مثل هذا يحتاج _ و لا شك _ الى بحث مفصل و طول تأمل :

1/ الله إله مطلق , و هذا يعني أنه غني عن العالمين جميعاً . 

2/ الله خلق الإنسان لا لحاجة إليه _ سبحانه _ بل لتكريمه بمعرفته و رضوانه و جواره في الدار الاخرة .

3/ الإنسان مخلوق كريم و له منزلة شريفة عند الخالق تعالى بين مختلف كائنات الوجود الظاهر و الباطن .

4/ الإنسان مخلوق لأداء مهمة واحدة و القيام بدور واحد : القيام بالعبودية لله وحده من خلال الالتزام بتعاليم شريعته المنزلة على أنبيائه .

5/ الله سخر ما في الكون و الحياة ليساعد الإنسان على القيام بمهمته و الدور المطلوب منه في هذا العالم .

6/ الإنسان بالرغم من طاقة العقل الهائلة التي يتمتع بها , لا يمكنه إطلاقا تحقيق السعادة الكاملة لنفسه في الدنيا فضلا عن معرفة أسباب النجاة و الفلاح في الاخرة .

7/ أنزل الله الوحي لكي يبين للعقل الانساني معالم الطريق المؤدية الى السعادة و النجاح في مختلف مظاهر الحياة في الدنيا , و الى الفلاح و الرضوان و النجاة في الاخرة .

8/ يستحيل اطلاقا ان يتناقض الوحي الرباني مع العقل الانساني , لانهما صادران من منبع واحدة , فالوحي هو كلام الله و العقل هو خلق الله , و اذا قلنا ان الله خلق الانسان لعبادته _ بمفهوم العبودية الشامل _ و انه انزل الوحي لهداية الانسان لتحقيق هذه العبودية , تكون النتيجة الحتمية انه يستحيل _ نظريا و عمليا _ تناقض الوحي و العقل .

9/ الوحي الرباني هو منهج شامل لكل نشاطات الانسان و مختلف علاقاته و اهدافه , و هو _ أي الوحي _ لا يمكن أن يؤدي دوره الا اذا تعامل معه الانسان بهذا النحو أي يتبع تعاليمه كلها : في العقيدة و الفكر , في القيم و الاخلاق , في التشريع و التدبير , في العلاقات و الارتباطات , في الاهداف و الغايات .

10/ عالم الدنيا ليس مجالا مساعدا لظهور شتى طاقات الروح و العقل في الانسان , و لهذا فالانسان حتى في ارقى مستويات العبقرية لا يستطيع ان يستعمل الا جزءا بسيطا من طاقة العقل و قوة الروح لديه , و لهذا خلق الله عالم الاخرة المطلق لكي تتفتح كل طاقات و قوى الروح و العقل الانساني الى اقصى الحدود الممكنة . فالانسان مخلوق اولا و آخرا للخلود الابدي في عالم الاخرة و لم يخلق ابدا لعالم الدنيا , فالدنيا ليست الا محطة في رحلة الانسان الخالدة .

حسنا اعتقد ان هذه الشذرات العشر , تشكل مفاتيح لا بأس بها في مساعدتنا على طبيعة و غاية بناء الانسان في المنهج الاسلامي .
و الله اعلم . 

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

من فضائح الحضارة الغربية


الشريك المثالي في الزواج


كل إنسان " الرجل و المرأة " لديه صورة معيّنة عن شريك حياته المثالي , ذلك الشريك الذي يحلم أن يمضي معه حياته , و يحقق معه أحلامه , و يتذوق معه السعادة الجميلة . و الحقيقة التّي لا مراء فيها , أنّ الحياة الزواجيّة لكي تنمو نموها الطبيعي و تحقق أهدافهما المنتظرة , يجب أن يتحقق في كلا الزوجين نسبة لا بأس بها من مواصفات الشريك المثالي الذي ينشده و يحلم به كلاهما . و إلا فلن يحصدا من هذه العلاقة إلا المأساة الأليمة و المعاناة العنيفة , فتتحطم فيهما معاني الشخصيّة و تتشوه إشراقات الروح .
و نحن عندما نقول بالشريك المثالي , فلسنا ندعو إلى شيء مستحيل , إطلاقاً , فذلك رسول الله r ما زال يحث المسلم و المسلمة على الإرتباط بالشريك المثالي , الذي يمكن أن يحقق معه أحلامه و سعادته و أهدافه في الحياة من حيث هو إنسان مسلم و هي إنسانة مسلمة . فيكفي أن نسمع هذا التوجيه النبوي الراقي و هو يمدح الشريك المثالي فيقول : ) خيركم خيركم لأهله ( . ) الدنيا متاع و خير متاعها المرأة الصالحة ( . ) إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه ( . )  أيّما امرأة ماتت و زوجها عنها راضٍ دخلت الجنة (
و قبل الخوض في تفاصيل معالم الشريك المثالي في الحياة الزواجيّة الإسلاميّة , أود التنبيه على ثلاث حقائق مهمّة جدّاً :
@ الحقيقة الأولى : يجب على الزوجين أن يحرصا بكل جهد لتحقيق أكبر قدر من نموذج الشريك المثالي لبعضهما بعضاً . فهذا السعي الحريص منهما هو حق كلّ واحد منهما على الآخر .
@ الحقيقة الثانيّة : الحرص على تحقيق أرقى صور الشريك المثالي , لا يعني تحقيق الكمال لأنّ الكمال مفقود في عالم الدنيا , و من طلب الكمال بقي وحيداً , إذ أنّ الكمال لله تعالى .
@ الحقيقة الثالثة : واجب على الزوجين معاً مساعدة بعضهما بعضاً على الإرتقاء إلى مستوى الشريك المثالي الذي يطمحان إليه . فلا يكفي المطالبة بذلك بل المساهمة في تحقيقه .
@ الحقيقة الرابعة : متعة و قيمة النموذج المثالي لا تكمن في بلوغ هذا المستوى دفعة واحدة , بل في بذل المجهود كل مرّة و استغلال كل فرصة طيلة الحياة على التحقق بصفات الشريك المثالي .
و نحن هنا _كما جرت العادة _ سنضع بين يدي القارئ : " الشاب و الفتاة أو المتزوجين أصلاً " مجموعة من التنبيهات العامة , التي نعتقد أنّها أهم عناصر تحقيق صورة الشريك المثالي في العلاقة الزواجيّة :
 ♣♣♣
Y الشريك المثالي هو الذي يساعد شريكه على القيام بواجباته الدينيّة تجاه الخالق تبارك و تعالى . بل يحرص على مساعدته على التطوير الدائم لعلاقته بالله تعالى من خلال التفقه في دينه , و الإكثار من التقرّب إليه , و تحبيب لقائه . ينبّه الرسول r على هذه الصفة فيقول : ) رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى , و أيقظ امرأته , فإن أبت نضح في وجهها الماء . رحم الله امرأة قامت من الليل و صلت , و أيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ( .
Y الشريك المثالي هو الذي يحرص على استغلال كل فرصة _ و لو كانت عابرة , بل يحرص على ابتكارها _ لجلب الرضا و السعادة لشريكه . و هذا يكون من خلال حسن المعاملة و جماليّة التواصل معه , و إبداء التقدير لشخصيّته و الإحترام لأفكاره و مشاعره , و مشاركته في همومه و طموحاته . ينبّه الرسول r على أهميّة هذه الصفة في الشريك المثالي , فيقول : ) خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية , إذا اتقين الله ( . و يقول r : ) خيركم خيركم لأهله ( . فخيريّة الزوج المسلم تتمثل في مدى برّه بزوجته و رحمته لها و حرصه على سعادتها .
Y الزوج المثالي هو الذي يحرص على إحسان قوامته على زوجته . فيفيض صدقاً و إخلاصاً و يتدفق تضحية و بطولة و يسيل حبّاً و حناناً . يحقق لها الدفء و الأمان و يوفر لها الرعاية و السعادة . يتغافل عن زلاتها و يغفر أخطائها . يحتمل مزاجها المتقلّب و ضعفها العاجز .يخفف عنها متاعبها و لا يكلّفها من أمره عُسْراً . يؤكد لها _ كلاماً و فعالاً _ أنّها أميرته الرائعة و حبيبته الساحرة , فهي الحب و الحب هي , هي الحياة و الحياة هي . يتميّز بروحه الشفيفة و قلبه الواسع و نفسه المعطاء و طموحه الكبير . ينبّه الرسول r على أهميّة هذه الصفة في الزوج فيقول : ) رفقاً بالقوارير ( , و يقول : )  استوصوا بالنساءِ خيرًا فإنهنَّ عندَكم عَوانٍ ( . أي أسيرات فعاملوهن برفق و محبة و حنان . )  أكمل المؤمنين إيماناً : أحسنهم خلقاً و ألطفهم بأهله ( . و تحكي السيدة عائشة _ رضي الله عنها _ أنّه r كان إذا كان في بيته يكون في خدمة أهله و يصلح شأنه بنفسه : يخصف نعله , يخيط ثوبه , يحلب شاته , و يخدم نفسه .
Y الزوجة المثاليّة هي التّي تحرص على التعبير _ كلاماً و فعالاً _ لزوجها : عن امتنانها و تقديرها لما يقوم به لأجل راحتها و سعادتها , و ما يبذله في سبيل توفير هنائها و أمانها , و ما يقدمه لتحسيسه بحبّه الكبير و إعجاب الرائع بها . تعتبره أهم إضافة في حياتها و أغلى شيء في حياتها و أعزّ شخص من كل قريب أو بعيد . تسرّه برقة أنوثتها و سحر جمالها , تتفنّن في إشباع غرائزه و تثوير عواطفه , لا تفتأ تؤكد له _ كلاماً و فعالاً _ أنّه رجلها العظيم و حبيبها الرائع , تسمع لرأيه و تحاوره بهدوء , تتقبّله بحسناته فتحفّزه على تطويرها , و بسيّئاته فتشجعه _ بلطف _ على تجاوزها . لا يطغيها حبّه الكبير لها بل تستغلّه لصالح إنجاح علاقته به , لا تكلّفه من رغباتها ما يعنته و يرهقه . ينبّه الرسول r على أهميّة هذه المثاليّة الجميلة فيقول : ) ما أفاد عبد بعد الإسلام خيراً له من زوجة مؤمنة : إذا نظر إليها سرته و إذا أمرها أطاعته , و إذا غاب عنها حفظته في نفسها و ماله ( .و يقول أيضاً r : ) ألا أُخبِرُكم بنسائِكم في الجنَّةِ ؟! قلنا : بلى يا رسولَ اللهِ . قال : ودودٌ ولودٌ إذا غضِبَتْ أو أُسِيء إليها أو غضِب زوجُها , قالت : هذه يدي في يدك لا أكتحِلُ بغُمضٍ حتَّى ترضَى ( .
@ تذكري أيّتها الزوجة :
أنّ في قلب كل امرأة حاسّة مرهفة جداً تهديها إلى قلب الرجل و تساعدها على تحسّس أوتاره الدقيقة . فكل امرأة _ من حيث هي أنثى _ تدرك بهذه الحاسّة التي وضعها الخالق تعالى فيها , بأنّ الرجل _ من حيث هو ذكر _ فيه معنى الطفولة , فيحتاج لأن تعامله بتلقائيّة الطفولة , لتكون بهذا الإعتبار أمه الروحانيّة . و فيه معنى الشاعريّة , فيحتاج لأن تعامله بعذوبة الحب , لتكون بهذا الإعتبار حبيبته الساحرة . و فيه معنى الأبوة , فيحتاج لأن تعامله بطاعة الإبنة البارّة , لتكون بهذا الإعتبار طفلته المدلّلة . و فيه معنى الرجولة , فيحتاج لأن تعامله بخضوع الضعيفة المطيعة , لتكون بهذا الإعتبار أسيرته الآسرة !!
إنّ أية امرأة تدرك بهذه الحاسّة فيها : أنّها حين تكون كذلك مع الرجل , فإنها تملك عليه أقطار نفسه و تأخذ عليه أرجاء فؤاده و تستبد بمجامع روحه . فإذا هي و هو _ كلاهما _ يشعر بأن طاقات روحه تتفتح و تنطلق إلى أقصى الحدود الممكنة في جلب السعادة و الحب لكليهما .
@ تذكر أيّها الزوج :
أنّ في قلب كل رجل نفس الحاسّة الرقيقة التي تساعده على الإهتداء إلى قلب المرأة و تسهل عليه تحسّس معاني الأنوثة الجميلة فيها . فكل رجل _ من حيث هو ذكر _ يدرك بهذه الحاسّة التي وضعها الخالق الحكيم فيه , بأنّ المرأة _ من حيث هي أنثى _ تحتاج للشعور بأنها طفلته المدللة , فيعاملها بهذا الإعتبار بعطف حنون . و أنّها حبيبته الرائعة , فيعاملها بهذا الإعتبار بمودة متوهجة . و أنّها زوجته المتألقة , فيعاملها بهذا الإعتبار بتقدير كبير . و أنّها أنثاه الفاتنة , فيعاملها بهذا الإعتبار برقة جميلة !!
إنّ أي رجل يدرك بهذه الحاسّة فيه : أنّه حينما يكون كذلك مع المرأة , فإنّه يسحر كيانها و يملك عليها روحها و يستبد بأنوثتها. فلا تلبث أن تذوب في عالمه الفسيح الواسع بما يزخر به من معاني متألقة و أحلام مشرقة و أشواق حالمة و روائع رفيفة . فإذا هو و هي _ كلاهما _ يشعران بأنّ شتى نزعاتهما و أشواقهما تعمل عملها الطبيعي و تسير في مساراتها الصحيحة في تناغم هادئ و انسجام جميل و تماه شفيف !!

إذن كل زوجة تستطيع أن تحقيق الشريكة المثاليّة لزوجها , و كل زوج يستطيع أن يحقق الشريك المثالي لزوجها كلاهما يستطيع أن يخلق _ بإذن الله _ سعادته الزواجيّة . فقط يجب توفر النيّة الخالصة , و الإرادة القويّة , و التّعلّم المستمر , و نبذ تصورات النّاس و تقاليدهم , فإنّ من سلك سبيلهم و انتظر نتيجة مختلفة عن معاناتهم الأليمة , فهو واهم .

تذكر هذه القاعدة : إذا أردت نتيجة مختلفة عن نتائج الآخرين , فاسلك سبيلاً غير سبيلهم . 

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

خلاصة كتاب : كيف تكون نجماً اجتماعياً لإبراهيم الفقي

ص : 7  .
« من الضرورة أن يكون لديك الإعتقاد بأنّ الطرف الآخر سوف يحبّك . و أن تكون على قناعة كاملة بأنّ الطرف الآخر سيكون ودوداً معك , فلا تشعر بالخوف من النّاس , و لا تكن في موقف الدفاع عن نفسك منهم » .
šš
ص : 11 .
« إنّ الكل يتمتع بابتسامة طيّبة , حبا الله بها الجميع , و هو شيء يملكه الجميع في داخله . و إنّ الأمر كلّه ينحصر في إطلاقه من مكمنه . إنّها مسألة التغلّب على الخوف من إبداء مشاعرك الحقيقيّة التّي إن أطلقتها خرجت معها الإبتسامة من تلقاء نفسها . ذلك أنّك إن شعرت بالمودة و أحسست بالإرتياح تجاه النّاس , فإنّك تحتفظ لهذه الحالة بابتسامة تناسبها » .
šš
ص : 13 .
« منذ سنوات حاول عدد من علماء النّفس البحث في إمكانيّة الوصول إلى قاعدة عامة تساعد النّاس على الوصول إلى المزيد من راحة البال و الهدوء , و خرجوا بعد ذلك بوصفة أسموها وصفة " ت, ع,ت,أ " و التّي بدا أنّها تحقق المعجزات بالفعل , أما الحروف التّي تمثّلها الوصفة فتعني " توقف عن تصبّد الأخطاء » .
šš
ص : 16 .
« إذا أردت أن يعمل الآخرون و يتعاونون معك , فإنّك يجب أن تكون عضواً في الفريق أيضاً . يجب أن تكون مستعداً للمشاركة في نفس الصعاب , و نفس العقبات , و نفس الأخطار التّي يتعرّضون لها » .

šš
ص : 26 .
« التأجيل هو عدوك الأكبر , فلا تؤجل كلّ ما من شأنه أن يصنع مستقبلاً أفضل لك » .
šš
ص : 28 .
« إنّ عمليّة إعطاء و تلقي التقييم بصورة منتظمة تعد إحدى أفضل الوسائل لإثراء و تقوية العلاقات الزوجيّة , و علاقات الصداقة , و علاقات العمل . إنّ السمة المميّزة للإنسان هي أن يتحلّى بمستوى عال من النضج و الإرتقاء » .
šš
ص : 32 .
« إنّ الصداقة هي عنوان المحبّة بين النّاس , و ليس من السهل أن تجد صديقاً و فياً بسهولة . بل عليك أن تبحث عن ذلك الصديق مليّاً , و عليك أن تمعن النظر في الوقت الذي تصبح فيه أنت و شخص آخر على وفاق » .
šš
ص : 33 .
« إنّ جميع المهارات التّي تعلمتّها ما هي إلا وسائل حقيقيّة لتحقيق قدر كبير من الألفة مع النّاس . و تعمل الألفة مع الآخرين على جعل أي مهمّة تقريباً في منتهى البساطة و السهولة و المتعة . لا يهم ما تريد أن تفعله أو تراه أو تصنعه أو تشاركه أو تمر به في هذه الحياة , سواء كان تحقيق أمور روحانيّة أو كسب ملايين الدولارات , فإرضاؤك شخصاً ما يمكن أن يساعدك على إنجاز هدفك بسرعة فائقة و بسهولة بالغة . و يوجد شخص ما يعرف كيف يصل إلى هدفه بسرعة , أو يمكن أن يقوم بشيء ما يساعدك على تحقيق ما تبغيه بسرعة فائقة . و الوسيلة لتوطيد العلاقة مع هذا الشخص هي أن تحقق الألفة و الرباط الساحر الذي يعمل على توحيد النّاس و يجعلهم يشعرون بالمشاركة » .
šš
ص : 34 .
« إذا درست أي علاقة وطيدة بين شخصين , فإنّك ستجد أنّ الشيء الأول الذي وطد هذه العلاقة كان شيئاً مشتركاً بينهما . ربما يتسم هؤلاء الأشخاص باتباع طرف مختلفة في القيام بنفس الشيء , إلا أنّ الشيء المشترك بينهما هو الذي جمع بينهما أولاً . فكر في شخص ما تحبه حقاً و لاحظ الذي يجعله جذاباً , أليس الذي يجذبك إليه هو طريقة تفكيره و تصرفاته التّي تشبه طرق تفكيرك و تصرفاتك , أو على الأقل تشابه الطريقة التّي تحب أن تسلكها ؟ » .
šš
ص : 35 .
« إن الوسيلة للإنتقال من التنافر إلى الإنسجام ما هي إلا : مرحلة انتقاليّة من التّركيز على الإختلافات إلى التّركيز على المتشابهات » .
šš
ص : 36 .
« أظهرت الدراسات أنّه يتم نقل : 7% فقط مما يتبادله النّاس من المعلومات من خلال الكلمات نفسها , و يتم توصيل : 38% من خلال نغمة الصوت . و يعتبر الجزء الأكبر من تبادل المعلومات الذي يقدر بنحو : 55% نتيجة للفسيلوجيا أو للغة الجسد . إنّ تعبيرات الوجه و الإيماءات وصفة و نوع حركات الشخص تمدنا بشأن ما يقوله أكثر مما تمدنا به كلماته نفسها » .
šš
ص : 42 .
« تقوم أكثر العلاقات استمراريّة على الإحترام الحقيقي المتبادل , و هو لا يكون عندما تحب الشخص فقط , بل أيضاً عندما تعجب بقيمه و سلوكه و أفكاره , فإذا لم تشعر بهذا , فلا يمكن لهذا الشخص أن يكون صديقاً حقيقيّاً , و إذا لم يحترمك بعضهم , فلن يكونوا أبداً على قائمة الداعمين لحياتك , إلا أن يكون لهم صفات أخرى تجعلهم ممتعين في بعض الأحيان » .
šš
ص : 44 .
« هناك ثلاثة أصناف رئيسيّة من مستنزفي الطاقة : المتذمرون , و المثبطون , و المنتقدون . و نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على منعهم من جعل شعورنا سيّئاً » .
šš
ص : 60 .
« إنّ إيجاد نوع من التّواصل الفعال لا يعني أنّك أنشأت علاقة طيّبة مستديمة . حيث إنّ ذلك يتطلّب سلوكاً و تفكيراً طويل المدى . و حتّى العلاقات التّي تضم شخصين متحابين أو صديقين حميمين تمر في بعض الأحيان بفترات من عدم التّواصل . و على الرغم من ذلك تستمر العلاقات لفترات طويلة . و لإنشان علاقة راسخة عليك أن تجعل التّواصل الجيّد جزءاً أساسيّاً من نتائج العلاقة » .
šš
ص : 86 .

« إنّ إحدى المعتقدات الأساسيّة للبرمجة اللغويّة العصبيّة : نجاح عمليّة اتصالك يكمن في الإستجابة التّي يُولّدها . فالإستجابة في عمليّة الإتصال تعتمد عليك باعتبارك المرسِل , فإذا أردت أن تقنع إنساناً بأن يفعل شيئاً ما , ثم فعل شيئاً آخر , فإنّ الخطأ يكمن في عمليّة الإتصال , حيث إنّك لم تعثر على الطريق الذي تطلق من خلاله رسالتك . إنّ هذا الأمر يعد شيئاً مهمّاً جدّاً في أي شيء تقوم به » .