مهمة القرآن في حياة الإنسان هي إعادة بناء شخصيّته بما يتناسب مع فطرته الأولى التي فطره الله عليها , لأن الإنسان بدون هذه الفطرة لا يمكن أبدا أن ينسجم مع حقائق الحكمة الإلهية في الكون و الحياة و المصير , أي أنه لا يمكن أن يعيش حياة مستقرة و سعيدة , يتناغم مع معطيات الكون من حوله , و يتناسق مع جماليات الحياة في هذا العالم , و يفوز في الآخرة بمصير كريم و جميل .
و المنهج القرآني الفريد ينطلق في تقرير هذه الحقيقة من حقيقة واحدة ألا و هي : أن الله تعالى هو أعلم بما بحقيقة الكينونة الإنسانية بكل طاقاتها و غرائزها و احتياجاتها و أشواقها : [ ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ] ( الملك 14 ) .
و سأكتفي في هذه المقالة ببث شذرات مقتضبة توضح لنا بعض معالم و منطلقات بناء الإنسان في المنهاجية القرآنية , ذلك لأن موضوعا مثل هذا يحتاج _ و لا شك _ الى بحث مفصل و طول تأمل :
1/ الله إله مطلق , و هذا يعني أنه غني عن العالمين جميعاً .
2/ الله خلق الإنسان لا لحاجة إليه _ سبحانه _ بل لتكريمه بمعرفته و رضوانه و جواره في الدار الاخرة .
3/ الإنسان مخلوق كريم و له منزلة شريفة عند الخالق تعالى بين مختلف كائنات الوجود الظاهر و الباطن .
4/ الإنسان مخلوق لأداء مهمة واحدة و القيام بدور واحد : القيام بالعبودية لله وحده من خلال الالتزام بتعاليم شريعته المنزلة على أنبيائه .
5/ الله سخر ما في الكون و الحياة ليساعد الإنسان على القيام بمهمته و الدور المطلوب منه في هذا العالم .
6/ الإنسان بالرغم من طاقة العقل الهائلة التي يتمتع بها , لا يمكنه إطلاقا تحقيق السعادة الكاملة لنفسه في الدنيا فضلا عن معرفة أسباب النجاة و الفلاح في الاخرة .
7/ أنزل الله الوحي لكي يبين للعقل الانساني معالم الطريق المؤدية الى السعادة و النجاح في مختلف مظاهر الحياة في الدنيا , و الى الفلاح و الرضوان و النجاة في الاخرة .
8/ يستحيل اطلاقا ان يتناقض الوحي الرباني مع العقل الانساني , لانهما صادران من منبع واحدة , فالوحي هو كلام الله و العقل هو خلق الله , و اذا قلنا ان الله خلق الانسان لعبادته _ بمفهوم العبودية الشامل _ و انه انزل الوحي لهداية الانسان لتحقيق هذه العبودية , تكون النتيجة الحتمية انه يستحيل _ نظريا و عمليا _ تناقض الوحي و العقل .
9/ الوحي الرباني هو منهج شامل لكل نشاطات الانسان و مختلف علاقاته و اهدافه , و هو _ أي الوحي _ لا يمكن أن يؤدي دوره الا اذا تعامل معه الانسان بهذا النحو أي يتبع تعاليمه كلها : في العقيدة و الفكر , في القيم و الاخلاق , في التشريع و التدبير , في العلاقات و الارتباطات , في الاهداف و الغايات .
10/ عالم الدنيا ليس مجالا مساعدا لظهور شتى طاقات الروح و العقل في الانسان , و لهذا فالانسان حتى في ارقى مستويات العبقرية لا يستطيع ان يستعمل الا جزءا بسيطا من طاقة العقل و قوة الروح لديه , و لهذا خلق الله عالم الاخرة المطلق لكي تتفتح كل طاقات و قوى الروح و العقل الانساني الى اقصى الحدود الممكنة . فالانسان مخلوق اولا و آخرا للخلود الابدي في عالم الاخرة و لم يخلق ابدا لعالم الدنيا , فالدنيا ليست الا محطة في رحلة الانسان الخالدة .
حسنا اعتقد ان هذه الشذرات العشر , تشكل مفاتيح لا بأس بها في مساعدتنا على طبيعة و غاية بناء الانسان في المنهج الاسلامي .
و الله اعلم .
و المنهج القرآني الفريد ينطلق في تقرير هذه الحقيقة من حقيقة واحدة ألا و هي : أن الله تعالى هو أعلم بما بحقيقة الكينونة الإنسانية بكل طاقاتها و غرائزها و احتياجاتها و أشواقها : [ ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ] ( الملك 14 ) .
و سأكتفي في هذه المقالة ببث شذرات مقتضبة توضح لنا بعض معالم و منطلقات بناء الإنسان في المنهاجية القرآنية , ذلك لأن موضوعا مثل هذا يحتاج _ و لا شك _ الى بحث مفصل و طول تأمل :
1/ الله إله مطلق , و هذا يعني أنه غني عن العالمين جميعاً .
2/ الله خلق الإنسان لا لحاجة إليه _ سبحانه _ بل لتكريمه بمعرفته و رضوانه و جواره في الدار الاخرة .
3/ الإنسان مخلوق كريم و له منزلة شريفة عند الخالق تعالى بين مختلف كائنات الوجود الظاهر و الباطن .
4/ الإنسان مخلوق لأداء مهمة واحدة و القيام بدور واحد : القيام بالعبودية لله وحده من خلال الالتزام بتعاليم شريعته المنزلة على أنبيائه .
5/ الله سخر ما في الكون و الحياة ليساعد الإنسان على القيام بمهمته و الدور المطلوب منه في هذا العالم .
6/ الإنسان بالرغم من طاقة العقل الهائلة التي يتمتع بها , لا يمكنه إطلاقا تحقيق السعادة الكاملة لنفسه في الدنيا فضلا عن معرفة أسباب النجاة و الفلاح في الاخرة .
7/ أنزل الله الوحي لكي يبين للعقل الانساني معالم الطريق المؤدية الى السعادة و النجاح في مختلف مظاهر الحياة في الدنيا , و الى الفلاح و الرضوان و النجاة في الاخرة .
8/ يستحيل اطلاقا ان يتناقض الوحي الرباني مع العقل الانساني , لانهما صادران من منبع واحدة , فالوحي هو كلام الله و العقل هو خلق الله , و اذا قلنا ان الله خلق الانسان لعبادته _ بمفهوم العبودية الشامل _ و انه انزل الوحي لهداية الانسان لتحقيق هذه العبودية , تكون النتيجة الحتمية انه يستحيل _ نظريا و عمليا _ تناقض الوحي و العقل .
9/ الوحي الرباني هو منهج شامل لكل نشاطات الانسان و مختلف علاقاته و اهدافه , و هو _ أي الوحي _ لا يمكن أن يؤدي دوره الا اذا تعامل معه الانسان بهذا النحو أي يتبع تعاليمه كلها : في العقيدة و الفكر , في القيم و الاخلاق , في التشريع و التدبير , في العلاقات و الارتباطات , في الاهداف و الغايات .
10/ عالم الدنيا ليس مجالا مساعدا لظهور شتى طاقات الروح و العقل في الانسان , و لهذا فالانسان حتى في ارقى مستويات العبقرية لا يستطيع ان يستعمل الا جزءا بسيطا من طاقة العقل و قوة الروح لديه , و لهذا خلق الله عالم الاخرة المطلق لكي تتفتح كل طاقات و قوى الروح و العقل الانساني الى اقصى الحدود الممكنة . فالانسان مخلوق اولا و آخرا للخلود الابدي في عالم الاخرة و لم يخلق ابدا لعالم الدنيا , فالدنيا ليست الا محطة في رحلة الانسان الخالدة .
حسنا اعتقد ان هذه الشذرات العشر , تشكل مفاتيح لا بأس بها في مساعدتنا على طبيعة و غاية بناء الانسان في المنهج الاسلامي .
و الله اعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق