إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

سر سورة الكهف

القرآن الكريم . معجزة الله الخالدة , من حيث نظرت إليه تجد معاني الإعجاز الإلهي الفائق مشرقة متألقة .
و لقد خاض العلماء من قديم الدهر في بيان أوجه هذا الإعجاز , و اهتدى كل واحد منهم بحسب ما وفقه الله إليه , ثم بحسب طبيعة ثقافته و سعة مداركه و رحابة اطلاعه .
على أن تلك الكثرة الكاثرة في صحف الإعجاز القرآني التي دوّنها العلماء , ليست تعني أنهم قد أحاطوا به علماً من كل جهة , فهيهات أن يظن إنسان عاقل أنه يستطيع إحصاء حقائق الكلمة القرآنية و الإحاطة المطلقة بمرايا إعجازها الفائق . و لهذا ما زال العلماء و الباحثون في كل مرّة يأتوننا بدرر جميلة من معاني هذا الإعجاز الكبير .
و في هذا المقال أحببت التنبيه على جزء صغير من صور الإعجاز القرآني . إنّه دلالة عنوان السور و علاقته بمضمونها .
_ الكهف _

الكهف : عنوان لاشك أنه مثير لكل قارئ للسورة التي تحمل هذا العنوان .
إذا قمنا بتحليل رمزية هذا العنوان سنجد أن الكهف يرمز إلى : 
* العزلة .
* الوحدة .
* الهدوء .
هذه المعطيات الثلاثة تساهم بشكل فعال في عمليّة التأمل و التفكر . هذه واحدة .
أما الثانية فإن مضمون السورة كاملة هي الدعوة إلى إعادة النظر في كل شيء و تجديد الفهم حول قيم الحياة و الكون و التاريخ و المصير .
فقصة الفتية هي تجديد لمفهوم الألوهية .
و قصة المؤمن و الكافر هي تجديد لمعنى الحياة و سرّ الدنيا .
و قصة سيدنا موسى و الخضر عليهما السلام , دعوة لتجديد الفهم حول قوانين الوجود
و قصة ذي القرنين دعوة لتجديد الفهم حول سنن الله في الحياة و التاريخ و علاقتها بالانسان .
إذا تذكرنا هذه الحقائق و تذكرنا رمزية " الكهف " سندرك اربع حقائق :
1/ سر ذكر هذه القصص الاربع في سياق واحد , لان دلالات معانيها تؤسس لتصور جديد حول مهمة الانسان في الحياة .
2/ سر الندب الى قراءتها يوم الجمعة باعتبار انه يوم عظيم حدثت فيه احداث جسام [ خلق الله لادم , فيه تقوم الساعة .. إلخ ] .
3/ سر معنى ان من قرأها يضاء له نور الى الجمعة التالية . لانها تنفخ روحا جديد في عقل و روح المؤمن فيتحرك في واقع الحياة اليومية و هو مشحون بافكار جديدة 
4/ سر مناسبتها للعنوان , باعتبار ان السورة دعوة لعمل مراجعات كل مرة في الاسبوع للافكار و التصورات , و باعتبار ان رمزية الكهف توحي بضرورة ان ينفصل المؤمن احيانا عن ضجيج الواقع و صخب الافكار الشائعة لكي يستطيع ان يستعيد توازنه العقلي و الروحي فيدرك من حقائق المعاني ما يعجز عن عشر معشاره في لجّة الضجيج و الإعلام و التقاليد .
و الله اعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق