إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

لدي حلم جميل

يقول الرسول r :
لدي حلم
{إن قامت الساعة و بيد أحدكم فسيلة , فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل }
قد يضع الإنسان لنفسه هدفاً يسعى لتحقيق و ينشد بلوغه .. ثم ينتهي كلّ شيء بمجرد تحقق الهدف !! أما الحلم فمعنى آخر .. هو معنى كبير يستمد طاقته من نبض القلب و إشراقة الروح و سرّ الحياة .. و لذلك يكون تأثيره أقوى من الهدف الصغير الضئيل !!
النبي r يريد للمسلم أن يتفاعل مع أحلامه بشكل إيجابي .. إنّه يرفض أن يغتالها في ضميره .. يرفض أن يشوّهها في أعماقه .. يرفض أن تظل حبيسة الخيال .. و من ثمَّ يأمره _ صلى الله عليه و سلم _ أن لا ييأس , ليس فقط عندما تواجهه بعض المعوّقات , بل أيضاً حتّى في أقصى لحظات الضعف التّي تحطم كلّ شيء في الكينونة البشريّة .
إنّ هذا الحديث النبوي الدقيق ينبّه المسلم على الحقائق مهمّة :
@ ضرورة الصبر و المثابرة , و أهميّة الحرص الشديد على بذل الوسع لتحقيق الحلم .
@ التفاعل الإيجابي مع الأحداث , حتّى تلك التّي تضغط على العقل و تكاد تخنق الروح  .
@ الإنعتاق من بوتقة الأنانيّة المقيتة إلى رحابة التفكير الجميل في الآخرين و جلب المنفعة لهم .
@ الحياة لا تنتهي عند شخص معيّن أو عند مرحلة محدّدة , بل هي خط متواصل و بحر دفّاق .
إذن , النبي r يعلّم المسلم _ في هذا الحديث _ أهميّة الحلم , بل أن تكون أحلامه كبيرة جدّاً , تتجاوز ذاته الشخصيّة الصغيرة إلى رحابة الإنسانيّة الفسيحة , و تسمو على ضيق الدنيا الفانيّة إلى فضاء خلود الآخرة الأبديّة .
عندما يعيش الإنسان بهذا التفكير و بهذه الرؤية و يتعامل مع الحياة _ بشتى روابطها و أحداثها _ على نحو هذه الشاكلة الجميلة , حينها فقط سيكون إنساناً إيجابيّاً : في تفكيره , في أخلاقه , في سلوكيّاته . و حينها _ أيضاً _ سيعيش مطمئن القلب مشرق الروح متألق العقل . ذلك لأنّه الآن _ و قد تغيّرت رؤيته لشخصه و للحياة من حوله و للمصير السائر إليه _ لم يعد يخشى الفشل , و لم يعد يخشى الحرمان , فهو مرتبط بخالقه الجليل , الإله المطلق الأزلي , و من ثمَّ فهو بين أمرين :
إما أن يقطف ثمرة كفاحه و صبره و مثابرته هنا في عالم الدنيا .
و إما أن يجنيها _ كأحسن ما يكون اجتناء ثمرة _ هنالك .. في عالم الخلود و السرمديّة الفائقة . } وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقَىٰ { [الأعلى:17] .
إنّ ذا الحديث , يقول للمسلم :
* عش حياتك بأمل جميل و حلم سامي و تفاؤل كبير , و لا تيأس و لا تخف و لا تتشاءم , فهناك ربّ برٌّ رحيم عليم بصير قوي قدير , لا يضيع عنده شيء من العمل الصالح و لا تخيب لديه نيّة خالصة .
* عش حياتك بالحب للآخرين و العطاء الكريم لهم الحرص الشديد على منفعتهم و خيرهم , حتّى و إن كنت على يقين واضح أنّهم سيجنون فوائد صبرك و كفاحك بعد أن ترحل عنهم , فالله لن ينس لك ذلك و سيجازيك خير الجزاء .

يقول الحق تعالى : } كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ { [آل عمران:110] . فهكذا ينبغي أن تكون أيّها المسلم : خيّراً , متفائلاً , معطاءاً , مكافحاً في سبيل سعادة الآخرين و راحتهم : مع نفسك أولاً , ثم مع كل من تربطك بهم رابطة : زوجتك , أولادك , أصدقاؤك , جيرانك , عائلتك , مجتمعك , و الإنسانيّة جمعاء .

الأحد، 22 ديسمبر 2013

منطلقات بناء الانسان في القرآن

مهمة القرآن في حياة الإنسان هي إعادة بناء شخصيّته بما يتناسب مع فطرته الأولى التي فطره الله عليها , لأن الإنسان بدون هذه الفطرة لا يمكن أبدا أن ينسجم مع حقائق الحكمة الإلهية في الكون و الحياة و المصير , أي أنه لا يمكن أن يعيش حياة مستقرة و سعيدة , يتناغم مع معطيات الكون من حوله , و يتناسق مع جماليات الحياة في هذا العالم , و يفوز في الآخرة بمصير كريم و جميل . 
و المنهج القرآني الفريد ينطلق في تقرير هذه الحقيقة من حقيقة واحدة ألا و هي : أن الله تعالى هو أعلم بما بحقيقة الكينونة الإنسانية بكل طاقاتها و غرائزها و احتياجاتها و أشواقها : [ ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ] ( الملك 14 ) .
و سأكتفي في هذه المقالة ببث شذرات مقتضبة توضح لنا بعض معالم و منطلقات بناء الإنسان في المنهاجية القرآنية , ذلك لأن موضوعا مثل هذا يحتاج _ و لا شك _ الى بحث مفصل و طول تأمل :

1/ الله إله مطلق , و هذا يعني أنه غني عن العالمين جميعاً . 

2/ الله خلق الإنسان لا لحاجة إليه _ سبحانه _ بل لتكريمه بمعرفته و رضوانه و جواره في الدار الاخرة .

3/ الإنسان مخلوق كريم و له منزلة شريفة عند الخالق تعالى بين مختلف كائنات الوجود الظاهر و الباطن .

4/ الإنسان مخلوق لأداء مهمة واحدة و القيام بدور واحد : القيام بالعبودية لله وحده من خلال الالتزام بتعاليم شريعته المنزلة على أنبيائه .

5/ الله سخر ما في الكون و الحياة ليساعد الإنسان على القيام بمهمته و الدور المطلوب منه في هذا العالم .

6/ الإنسان بالرغم من طاقة العقل الهائلة التي يتمتع بها , لا يمكنه إطلاقا تحقيق السعادة الكاملة لنفسه في الدنيا فضلا عن معرفة أسباب النجاة و الفلاح في الاخرة .

7/ أنزل الله الوحي لكي يبين للعقل الانساني معالم الطريق المؤدية الى السعادة و النجاح في مختلف مظاهر الحياة في الدنيا , و الى الفلاح و الرضوان و النجاة في الاخرة .

8/ يستحيل اطلاقا ان يتناقض الوحي الرباني مع العقل الانساني , لانهما صادران من منبع واحدة , فالوحي هو كلام الله و العقل هو خلق الله , و اذا قلنا ان الله خلق الانسان لعبادته _ بمفهوم العبودية الشامل _ و انه انزل الوحي لهداية الانسان لتحقيق هذه العبودية , تكون النتيجة الحتمية انه يستحيل _ نظريا و عمليا _ تناقض الوحي و العقل .

9/ الوحي الرباني هو منهج شامل لكل نشاطات الانسان و مختلف علاقاته و اهدافه , و هو _ أي الوحي _ لا يمكن أن يؤدي دوره الا اذا تعامل معه الانسان بهذا النحو أي يتبع تعاليمه كلها : في العقيدة و الفكر , في القيم و الاخلاق , في التشريع و التدبير , في العلاقات و الارتباطات , في الاهداف و الغايات .

10/ عالم الدنيا ليس مجالا مساعدا لظهور شتى طاقات الروح و العقل في الانسان , و لهذا فالانسان حتى في ارقى مستويات العبقرية لا يستطيع ان يستعمل الا جزءا بسيطا من طاقة العقل و قوة الروح لديه , و لهذا خلق الله عالم الاخرة المطلق لكي تتفتح كل طاقات و قوى الروح و العقل الانساني الى اقصى الحدود الممكنة . فالانسان مخلوق اولا و آخرا للخلود الابدي في عالم الاخرة و لم يخلق ابدا لعالم الدنيا , فالدنيا ليست الا محطة في رحلة الانسان الخالدة .

حسنا اعتقد ان هذه الشذرات العشر , تشكل مفاتيح لا بأس بها في مساعدتنا على طبيعة و غاية بناء الانسان في المنهج الاسلامي .
و الله اعلم . 

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

من فضائح الحضارة الغربية


الشريك المثالي في الزواج


كل إنسان " الرجل و المرأة " لديه صورة معيّنة عن شريك حياته المثالي , ذلك الشريك الذي يحلم أن يمضي معه حياته , و يحقق معه أحلامه , و يتذوق معه السعادة الجميلة . و الحقيقة التّي لا مراء فيها , أنّ الحياة الزواجيّة لكي تنمو نموها الطبيعي و تحقق أهدافهما المنتظرة , يجب أن يتحقق في كلا الزوجين نسبة لا بأس بها من مواصفات الشريك المثالي الذي ينشده و يحلم به كلاهما . و إلا فلن يحصدا من هذه العلاقة إلا المأساة الأليمة و المعاناة العنيفة , فتتحطم فيهما معاني الشخصيّة و تتشوه إشراقات الروح .
و نحن عندما نقول بالشريك المثالي , فلسنا ندعو إلى شيء مستحيل , إطلاقاً , فذلك رسول الله r ما زال يحث المسلم و المسلمة على الإرتباط بالشريك المثالي , الذي يمكن أن يحقق معه أحلامه و سعادته و أهدافه في الحياة من حيث هو إنسان مسلم و هي إنسانة مسلمة . فيكفي أن نسمع هذا التوجيه النبوي الراقي و هو يمدح الشريك المثالي فيقول : ) خيركم خيركم لأهله ( . ) الدنيا متاع و خير متاعها المرأة الصالحة ( . ) إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه ( . )  أيّما امرأة ماتت و زوجها عنها راضٍ دخلت الجنة (
و قبل الخوض في تفاصيل معالم الشريك المثالي في الحياة الزواجيّة الإسلاميّة , أود التنبيه على ثلاث حقائق مهمّة جدّاً :
@ الحقيقة الأولى : يجب على الزوجين أن يحرصا بكل جهد لتحقيق أكبر قدر من نموذج الشريك المثالي لبعضهما بعضاً . فهذا السعي الحريص منهما هو حق كلّ واحد منهما على الآخر .
@ الحقيقة الثانيّة : الحرص على تحقيق أرقى صور الشريك المثالي , لا يعني تحقيق الكمال لأنّ الكمال مفقود في عالم الدنيا , و من طلب الكمال بقي وحيداً , إذ أنّ الكمال لله تعالى .
@ الحقيقة الثالثة : واجب على الزوجين معاً مساعدة بعضهما بعضاً على الإرتقاء إلى مستوى الشريك المثالي الذي يطمحان إليه . فلا يكفي المطالبة بذلك بل المساهمة في تحقيقه .
@ الحقيقة الرابعة : متعة و قيمة النموذج المثالي لا تكمن في بلوغ هذا المستوى دفعة واحدة , بل في بذل المجهود كل مرّة و استغلال كل فرصة طيلة الحياة على التحقق بصفات الشريك المثالي .
و نحن هنا _كما جرت العادة _ سنضع بين يدي القارئ : " الشاب و الفتاة أو المتزوجين أصلاً " مجموعة من التنبيهات العامة , التي نعتقد أنّها أهم عناصر تحقيق صورة الشريك المثالي في العلاقة الزواجيّة :
 ♣♣♣
Y الشريك المثالي هو الذي يساعد شريكه على القيام بواجباته الدينيّة تجاه الخالق تبارك و تعالى . بل يحرص على مساعدته على التطوير الدائم لعلاقته بالله تعالى من خلال التفقه في دينه , و الإكثار من التقرّب إليه , و تحبيب لقائه . ينبّه الرسول r على هذه الصفة فيقول : ) رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى , و أيقظ امرأته , فإن أبت نضح في وجهها الماء . رحم الله امرأة قامت من الليل و صلت , و أيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ( .
Y الشريك المثالي هو الذي يحرص على استغلال كل فرصة _ و لو كانت عابرة , بل يحرص على ابتكارها _ لجلب الرضا و السعادة لشريكه . و هذا يكون من خلال حسن المعاملة و جماليّة التواصل معه , و إبداء التقدير لشخصيّته و الإحترام لأفكاره و مشاعره , و مشاركته في همومه و طموحاته . ينبّه الرسول r على أهميّة هذه الصفة في الشريك المثالي , فيقول : ) خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية , إذا اتقين الله ( . و يقول r : ) خيركم خيركم لأهله ( . فخيريّة الزوج المسلم تتمثل في مدى برّه بزوجته و رحمته لها و حرصه على سعادتها .
Y الزوج المثالي هو الذي يحرص على إحسان قوامته على زوجته . فيفيض صدقاً و إخلاصاً و يتدفق تضحية و بطولة و يسيل حبّاً و حناناً . يحقق لها الدفء و الأمان و يوفر لها الرعاية و السعادة . يتغافل عن زلاتها و يغفر أخطائها . يحتمل مزاجها المتقلّب و ضعفها العاجز .يخفف عنها متاعبها و لا يكلّفها من أمره عُسْراً . يؤكد لها _ كلاماً و فعالاً _ أنّها أميرته الرائعة و حبيبته الساحرة , فهي الحب و الحب هي , هي الحياة و الحياة هي . يتميّز بروحه الشفيفة و قلبه الواسع و نفسه المعطاء و طموحه الكبير . ينبّه الرسول r على أهميّة هذه الصفة في الزوج فيقول : ) رفقاً بالقوارير ( , و يقول : )  استوصوا بالنساءِ خيرًا فإنهنَّ عندَكم عَوانٍ ( . أي أسيرات فعاملوهن برفق و محبة و حنان . )  أكمل المؤمنين إيماناً : أحسنهم خلقاً و ألطفهم بأهله ( . و تحكي السيدة عائشة _ رضي الله عنها _ أنّه r كان إذا كان في بيته يكون في خدمة أهله و يصلح شأنه بنفسه : يخصف نعله , يخيط ثوبه , يحلب شاته , و يخدم نفسه .
Y الزوجة المثاليّة هي التّي تحرص على التعبير _ كلاماً و فعالاً _ لزوجها : عن امتنانها و تقديرها لما يقوم به لأجل راحتها و سعادتها , و ما يبذله في سبيل توفير هنائها و أمانها , و ما يقدمه لتحسيسه بحبّه الكبير و إعجاب الرائع بها . تعتبره أهم إضافة في حياتها و أغلى شيء في حياتها و أعزّ شخص من كل قريب أو بعيد . تسرّه برقة أنوثتها و سحر جمالها , تتفنّن في إشباع غرائزه و تثوير عواطفه , لا تفتأ تؤكد له _ كلاماً و فعالاً _ أنّه رجلها العظيم و حبيبها الرائع , تسمع لرأيه و تحاوره بهدوء , تتقبّله بحسناته فتحفّزه على تطويرها , و بسيّئاته فتشجعه _ بلطف _ على تجاوزها . لا يطغيها حبّه الكبير لها بل تستغلّه لصالح إنجاح علاقته به , لا تكلّفه من رغباتها ما يعنته و يرهقه . ينبّه الرسول r على أهميّة هذه المثاليّة الجميلة فيقول : ) ما أفاد عبد بعد الإسلام خيراً له من زوجة مؤمنة : إذا نظر إليها سرته و إذا أمرها أطاعته , و إذا غاب عنها حفظته في نفسها و ماله ( .و يقول أيضاً r : ) ألا أُخبِرُكم بنسائِكم في الجنَّةِ ؟! قلنا : بلى يا رسولَ اللهِ . قال : ودودٌ ولودٌ إذا غضِبَتْ أو أُسِيء إليها أو غضِب زوجُها , قالت : هذه يدي في يدك لا أكتحِلُ بغُمضٍ حتَّى ترضَى ( .
@ تذكري أيّتها الزوجة :
أنّ في قلب كل امرأة حاسّة مرهفة جداً تهديها إلى قلب الرجل و تساعدها على تحسّس أوتاره الدقيقة . فكل امرأة _ من حيث هي أنثى _ تدرك بهذه الحاسّة التي وضعها الخالق تعالى فيها , بأنّ الرجل _ من حيث هو ذكر _ فيه معنى الطفولة , فيحتاج لأن تعامله بتلقائيّة الطفولة , لتكون بهذا الإعتبار أمه الروحانيّة . و فيه معنى الشاعريّة , فيحتاج لأن تعامله بعذوبة الحب , لتكون بهذا الإعتبار حبيبته الساحرة . و فيه معنى الأبوة , فيحتاج لأن تعامله بطاعة الإبنة البارّة , لتكون بهذا الإعتبار طفلته المدلّلة . و فيه معنى الرجولة , فيحتاج لأن تعامله بخضوع الضعيفة المطيعة , لتكون بهذا الإعتبار أسيرته الآسرة !!
إنّ أية امرأة تدرك بهذه الحاسّة فيها : أنّها حين تكون كذلك مع الرجل , فإنها تملك عليه أقطار نفسه و تأخذ عليه أرجاء فؤاده و تستبد بمجامع روحه . فإذا هي و هو _ كلاهما _ يشعر بأن طاقات روحه تتفتح و تنطلق إلى أقصى الحدود الممكنة في جلب السعادة و الحب لكليهما .
@ تذكر أيّها الزوج :
أنّ في قلب كل رجل نفس الحاسّة الرقيقة التي تساعده على الإهتداء إلى قلب المرأة و تسهل عليه تحسّس معاني الأنوثة الجميلة فيها . فكل رجل _ من حيث هو ذكر _ يدرك بهذه الحاسّة التي وضعها الخالق الحكيم فيه , بأنّ المرأة _ من حيث هي أنثى _ تحتاج للشعور بأنها طفلته المدللة , فيعاملها بهذا الإعتبار بعطف حنون . و أنّها حبيبته الرائعة , فيعاملها بهذا الإعتبار بمودة متوهجة . و أنّها زوجته المتألقة , فيعاملها بهذا الإعتبار بتقدير كبير . و أنّها أنثاه الفاتنة , فيعاملها بهذا الإعتبار برقة جميلة !!
إنّ أي رجل يدرك بهذه الحاسّة فيه : أنّه حينما يكون كذلك مع المرأة , فإنّه يسحر كيانها و يملك عليها روحها و يستبد بأنوثتها. فلا تلبث أن تذوب في عالمه الفسيح الواسع بما يزخر به من معاني متألقة و أحلام مشرقة و أشواق حالمة و روائع رفيفة . فإذا هو و هي _ كلاهما _ يشعران بأنّ شتى نزعاتهما و أشواقهما تعمل عملها الطبيعي و تسير في مساراتها الصحيحة في تناغم هادئ و انسجام جميل و تماه شفيف !!

إذن كل زوجة تستطيع أن تحقيق الشريكة المثاليّة لزوجها , و كل زوج يستطيع أن يحقق الشريك المثالي لزوجها كلاهما يستطيع أن يخلق _ بإذن الله _ سعادته الزواجيّة . فقط يجب توفر النيّة الخالصة , و الإرادة القويّة , و التّعلّم المستمر , و نبذ تصورات النّاس و تقاليدهم , فإنّ من سلك سبيلهم و انتظر نتيجة مختلفة عن معاناتهم الأليمة , فهو واهم .

تذكر هذه القاعدة : إذا أردت نتيجة مختلفة عن نتائج الآخرين , فاسلك سبيلاً غير سبيلهم . 

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

خلاصة كتاب : كيف تكون نجماً اجتماعياً لإبراهيم الفقي

ص : 7  .
« من الضرورة أن يكون لديك الإعتقاد بأنّ الطرف الآخر سوف يحبّك . و أن تكون على قناعة كاملة بأنّ الطرف الآخر سيكون ودوداً معك , فلا تشعر بالخوف من النّاس , و لا تكن في موقف الدفاع عن نفسك منهم » .
šš
ص : 11 .
« إنّ الكل يتمتع بابتسامة طيّبة , حبا الله بها الجميع , و هو شيء يملكه الجميع في داخله . و إنّ الأمر كلّه ينحصر في إطلاقه من مكمنه . إنّها مسألة التغلّب على الخوف من إبداء مشاعرك الحقيقيّة التّي إن أطلقتها خرجت معها الإبتسامة من تلقاء نفسها . ذلك أنّك إن شعرت بالمودة و أحسست بالإرتياح تجاه النّاس , فإنّك تحتفظ لهذه الحالة بابتسامة تناسبها » .
šš
ص : 13 .
« منذ سنوات حاول عدد من علماء النّفس البحث في إمكانيّة الوصول إلى قاعدة عامة تساعد النّاس على الوصول إلى المزيد من راحة البال و الهدوء , و خرجوا بعد ذلك بوصفة أسموها وصفة " ت, ع,ت,أ " و التّي بدا أنّها تحقق المعجزات بالفعل , أما الحروف التّي تمثّلها الوصفة فتعني " توقف عن تصبّد الأخطاء » .
šš
ص : 16 .
« إذا أردت أن يعمل الآخرون و يتعاونون معك , فإنّك يجب أن تكون عضواً في الفريق أيضاً . يجب أن تكون مستعداً للمشاركة في نفس الصعاب , و نفس العقبات , و نفس الأخطار التّي يتعرّضون لها » .

šš
ص : 26 .
« التأجيل هو عدوك الأكبر , فلا تؤجل كلّ ما من شأنه أن يصنع مستقبلاً أفضل لك » .
šš
ص : 28 .
« إنّ عمليّة إعطاء و تلقي التقييم بصورة منتظمة تعد إحدى أفضل الوسائل لإثراء و تقوية العلاقات الزوجيّة , و علاقات الصداقة , و علاقات العمل . إنّ السمة المميّزة للإنسان هي أن يتحلّى بمستوى عال من النضج و الإرتقاء » .
šš
ص : 32 .
« إنّ الصداقة هي عنوان المحبّة بين النّاس , و ليس من السهل أن تجد صديقاً و فياً بسهولة . بل عليك أن تبحث عن ذلك الصديق مليّاً , و عليك أن تمعن النظر في الوقت الذي تصبح فيه أنت و شخص آخر على وفاق » .
šš
ص : 33 .
« إنّ جميع المهارات التّي تعلمتّها ما هي إلا وسائل حقيقيّة لتحقيق قدر كبير من الألفة مع النّاس . و تعمل الألفة مع الآخرين على جعل أي مهمّة تقريباً في منتهى البساطة و السهولة و المتعة . لا يهم ما تريد أن تفعله أو تراه أو تصنعه أو تشاركه أو تمر به في هذه الحياة , سواء كان تحقيق أمور روحانيّة أو كسب ملايين الدولارات , فإرضاؤك شخصاً ما يمكن أن يساعدك على إنجاز هدفك بسرعة فائقة و بسهولة بالغة . و يوجد شخص ما يعرف كيف يصل إلى هدفه بسرعة , أو يمكن أن يقوم بشيء ما يساعدك على تحقيق ما تبغيه بسرعة فائقة . و الوسيلة لتوطيد العلاقة مع هذا الشخص هي أن تحقق الألفة و الرباط الساحر الذي يعمل على توحيد النّاس و يجعلهم يشعرون بالمشاركة » .
šš
ص : 34 .
« إذا درست أي علاقة وطيدة بين شخصين , فإنّك ستجد أنّ الشيء الأول الذي وطد هذه العلاقة كان شيئاً مشتركاً بينهما . ربما يتسم هؤلاء الأشخاص باتباع طرف مختلفة في القيام بنفس الشيء , إلا أنّ الشيء المشترك بينهما هو الذي جمع بينهما أولاً . فكر في شخص ما تحبه حقاً و لاحظ الذي يجعله جذاباً , أليس الذي يجذبك إليه هو طريقة تفكيره و تصرفاته التّي تشبه طرق تفكيرك و تصرفاتك , أو على الأقل تشابه الطريقة التّي تحب أن تسلكها ؟ » .
šš
ص : 35 .
« إن الوسيلة للإنتقال من التنافر إلى الإنسجام ما هي إلا : مرحلة انتقاليّة من التّركيز على الإختلافات إلى التّركيز على المتشابهات » .
šš
ص : 36 .
« أظهرت الدراسات أنّه يتم نقل : 7% فقط مما يتبادله النّاس من المعلومات من خلال الكلمات نفسها , و يتم توصيل : 38% من خلال نغمة الصوت . و يعتبر الجزء الأكبر من تبادل المعلومات الذي يقدر بنحو : 55% نتيجة للفسيلوجيا أو للغة الجسد . إنّ تعبيرات الوجه و الإيماءات وصفة و نوع حركات الشخص تمدنا بشأن ما يقوله أكثر مما تمدنا به كلماته نفسها » .
šš
ص : 42 .
« تقوم أكثر العلاقات استمراريّة على الإحترام الحقيقي المتبادل , و هو لا يكون عندما تحب الشخص فقط , بل أيضاً عندما تعجب بقيمه و سلوكه و أفكاره , فإذا لم تشعر بهذا , فلا يمكن لهذا الشخص أن يكون صديقاً حقيقيّاً , و إذا لم يحترمك بعضهم , فلن يكونوا أبداً على قائمة الداعمين لحياتك , إلا أن يكون لهم صفات أخرى تجعلهم ممتعين في بعض الأحيان » .
šš
ص : 44 .
« هناك ثلاثة أصناف رئيسيّة من مستنزفي الطاقة : المتذمرون , و المثبطون , و المنتقدون . و نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على منعهم من جعل شعورنا سيّئاً » .
šš
ص : 60 .
« إنّ إيجاد نوع من التّواصل الفعال لا يعني أنّك أنشأت علاقة طيّبة مستديمة . حيث إنّ ذلك يتطلّب سلوكاً و تفكيراً طويل المدى . و حتّى العلاقات التّي تضم شخصين متحابين أو صديقين حميمين تمر في بعض الأحيان بفترات من عدم التّواصل . و على الرغم من ذلك تستمر العلاقات لفترات طويلة . و لإنشان علاقة راسخة عليك أن تجعل التّواصل الجيّد جزءاً أساسيّاً من نتائج العلاقة » .
šš
ص : 86 .

« إنّ إحدى المعتقدات الأساسيّة للبرمجة اللغويّة العصبيّة : نجاح عمليّة اتصالك يكمن في الإستجابة التّي يُولّدها . فالإستجابة في عمليّة الإتصال تعتمد عليك باعتبارك المرسِل , فإذا أردت أن تقنع إنساناً بأن يفعل شيئاً ما , ثم فعل شيئاً آخر , فإنّ الخطأ يكمن في عمليّة الإتصال , حيث إنّك لم تعثر على الطريق الذي تطلق من خلاله رسالتك . إنّ هذا الأمر يعد شيئاً مهمّاً جدّاً في أي شيء تقوم به » .