عقل الرجل يختلف عن عقل المرأة
. و قد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة عندما قضى بأن شهادة امرأتين تعادل
شهادة رجل واحد : } وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ
مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتَانِ
مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا
الْأُخْرَىٰ { [البقرة:282] . و إذا كان البعض يتهم _
جهلاً أو حقداً _ الإسلام بظلم المرأة و احتقارها إذ جعل شهادتها على النصف من
شهادة الرجل , فإنّ الباحثين اليوم أكدوا هذه الحقيقة الإسلاميّة و الفطريّة في
شخصيّة الرجل و المرأة .
× وجدت الدارسات المعاصرة أنّ دماغ الرجل مختلف تماماً عن دماغ
المرأة , سواء من حيث الحجم أم أعداد الخلايا أم طريقة النشاط و الإنفعالات أم مدى
تخزين المعلومات . و يقول العلماء :
ü المرأة أفضل من الرجل في الذاكرة القصيرة , بعكس الذاكرة الطويلة
فإنّ الرجل متفوق عليها .
ü دماغ الرجل أثقل من دماغ المرأة بنسبة لا تقل عن 10 % و قد تصل إلى 20 % أحياناً .
ü عاطفة المرأة تؤثر على ذاكرتها بطريقة أكبر من الرجل .
ü دماغ المرأة يتأثر بمجموعة من الأحداث : الحمل , المشاكل .. إلخ ,
أكثر من الرجل .
ü مناطق النشاط أثناء
الراحة و السكون في دماغ المرأة تختلف عنها في دماغ الرجل .
ü دماغ المرأة يتفوق على
دماغ الرجل في تذكر و ملاحظة التفاصيل الصغيرة و الدقيقة .
ü يستطيع دماغ الرجل أن
ينزل إلى أدنى مستويات النشاط , بعكس دماغ المرأة فهو دائم النشاط .
× وجد الباحثون أنّ عقل الرجل بسيط , و لهذا فهو أحادي الإستجابة و
الفعل , بمعنى أنّه لا يستطيع التركيز إلا على موضوع واحد في نفس اللحظة . و لذا
نستطيع أن نشبّه عقل الرجل بملفات محكمة الإغلاق و منفصلة عن بعضها : فهناك ملف البيت
و ملف الأهل و ملف الأولاد و ملف الأصدقاء و ملف العمل و ملف الأهداف .. إلخ . فإذا
فَتَحَ ملفاً معيّناً , فإنّه يركز فيه دون غيره , و بالتّالي لا يستطيع الإنتباه
إلى أشياء أخرى أو فتح ملف آخر , بل يضطر إلى غلق الملف الأول لكي يفتح ملفاً آخر ,
و هكذا . و هذا هو ما يفسر لنا لماذا عندما يكون الزوج مشغولاً بشيء ما : مشاهد
التلفاز , قراءة كتاب , تأمل لحل مشكلة .. إلخ , فإنّه لا يتجاوب مع زوجته جيدّاً ,
و لا يكاد يسمع لحديثها معه . بل ربما قد تحدث كارثة حريق في المبطخ و لا يكاد ينتبه
إليها .
× وجد الباحثون
أنّ عقل المرأة مركّب , و لهذا فهو تعددي الإستجابة و الفعل , بمعنى أنّه يستطيع التركيز
على أكثر من موضوع في نفس اللحظة . و لهذا شبّه بعض الباحثين عقل المرأة كأنّه مجموعة
من النقاط الشبكية المتقاطعة و المتصلة جميعاً في نفس الوقت و النشطة دائماً , كل نقطة
متصلة بجميع النقاط الأخرى , مثل مواقع الإنترنت المليئة بنقاط روابط صفحات أخرى
. و هذا ما يفسر لنا قدرة الزوجة على القيام بأكثر من عمل في نفس اللحظة ,
مثل أن تطبخ و ترضع صغيرها , أو تتحدث في الهاتف و تشاهد التلفاز في وقت واحد . و يستحيل
على الرجل أن يفعل ذلك .كما أنها يمكن أن تنتقل من حالة إلى حالة بسرعة و دقة كبيرة
. و يبدو هذا واضحاً في حديثها ، فهي تتحدث عن نفسها و عن أولادها و عن أمها و عن
برنامج أو مسلسل شاهدته و مواصفات فستانها الجديد .. إلخ . بدون أي إرهاق عقلي، و هو
ما لا يستطيعه أكثر الرجال احترافاً و تدريباً . و الأخطر أن هذه الشبكة المتناهية
التعقيد تعمل دائماً ، و لا تتوقف عن العمل حتى أثناء النوم ، و لذلك نجد أحلام
المرأة أكثر تفصيلاً من أحلام الرجال .
و لكن بالرغم من هذه
الفروق _ التّي ذكرنا بعضها فقط _ بين عقل الرجل و عقل المرأة فالأمر لا يعني
بتاتاً التفوق في الفهم و الوعي و الإدراك , و لكن _ كما أقول دائماً _ الأمر ناتج
عن طبيعة دور كلّ واحد منهما في الحياة و في العلاقة الزواجيّة .
و لعل هذه الفروق هي بعض
السر الذي لأجله وصى النبي r الزوج أن يكون رفيقاً لطيفاً بالزوجة , فقال
: ) رفقاً بالقوارير ( .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق