إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 6 ديسمبر 2013

جمال قوامة الزوج على زوجته

ينبغي أن تتذكر أيّها الزوج أنّ القوامة الرشيدة لها جناحان : القيادة و الإدارة . و من هنا تذكر أنّ قواعد القيادة الناجحة , و الإدارة الإيجابيّة في مجال العلاقة الزواجيّة , تتلخص في التّالي :

× القدرة على التأثير الإيجابي في الزوجة و تحفيزها على العمل _ بقناعتها _ في الإتجاه الذي يحقق أهداف الزواج و غاياته المنشودة .
× القدرة على التنسيق بين الفروق الجوهريّة بين شخصيّتك و شخصية زوجتك من جهة , و الأهداف الكبرى المنشودة من جهة ثانيّة .
× القدرة على حلّ المشاكل و التحديّات الثنائيّة , و السيطرة عليها , بل و استغلالها لصالح الإستقرار و السعادة الثنائيّة بينك و بين زوجتك .
× القدرة على مساعدة الزوجة لتنميّة مهاراتها و إشعال قدراتها الأنثويّة للمساهمة في تحقيق السعادة و النجاح . و بالتّالي عدم اختصار إنجاح الزواج في شخصك .
× القدرة على المحافظة على تنفيذ النظام الزواجي المتفق عليه بينك و بين زوجتك لتحقيق الهدف الأعلى لكما بسلاسة و كفاءة و فاعلية .
× القدرة على فهم شخصيّة زوجتك . فالنجاح يعتمد على الحافز الذاتي , و الحافز إنّما ينبع من القناعة الذاتيّة , و لن تُقنع زوجتك بضرورة إنجاح زواجكما إلا بفهم أنوثتها .
× القدرة على إصدار التوجيهات و الأوامر لزوجتك بأسلوب مهذب و جميل . فهي ليس أمَةً عندك كما أنّها ليست آلة , بل هي إنسانة لها مشاعر و أحلام و شخصيّة .
× القدرة على تحسيس زوجتك بقيمتها الغالية في قلبك , و بأهميّة دورها الكبير في حياتك , بل و نجاح العلاقة الزواجيّة بينكما .
× القدرة على المبادرة لفعل كلّ ما يمكن أن يخلق أجواء المحبّة و الإثارة و التحفيز و الإستقرار. فجميل جدّاً  أن تؤدي واجباتك قبل المطالبة بحقوقك . فكن مصدر إلهام لزوجتك الحبيبة .
× القدرة على فهم أنّ أهم عنصر في نجاح أيّة مؤسسة _ و الزواج مؤسسة _ ليس المدير بل الأفراد . و لذا من المهم أن تولي عنايتك الفائقة لزوجتك , فهي أساس النجاح للعلاقة الزواجيّة .
× القدرة على تجاوز تقاليد و أساليب النّاس في التّعامل مع الزوجة إلى ابتكار أساليب راقية و جميلة . فالمسلم قدوته رسول الله r . و لم يعرف تاريخ الزواج إنساناً أتقن فن العلاقة الزواجيّة مثل رسول الله r .
× القدر على التنسيق بين التركيز على الزوجة المثاليّة التّي تحلم بها , و بين طبيعة الإنسانة التّي تزوجتها . فروعة الصورة المثاليّة تتجلّى مساعدة شريك الحياة على الإرتقاء إلى ذراها السامقة .
× القدرة على زرع بذور الثقة المطلقة بينك و بين زوجتك . فمن المستحيل نجاح الزواج مع انعدام أو ضآلة الثقة بين الزوجين . إنّ الثقة وقود المنافسة بين الزوجين في جلب السعادة و الجمال لزواجهما .
عندما تمتلك هذه القدرات , عندها فقط تستطيع _ بإذن الله تعالى _ أن تمارس دور قوامتك على زوجتك , بركنيها : القيادة و الإدارة {[1]} , و لكن في مستوى الجمال و الحب و الإيجابيّة , و عندها _ فقط _ ستجد زوجتك الحبيبة مسرورة و سعيدة بقوامتك عليها . فالمسلم ليس يهمّه في زواجه الإستمراريّة على أي شكل كانت و في أي مستوى , بل هو يحرص _ كلّ الحرص _ على أن يكون زواجه مرآة الجمال و الإبداع الممكن بين الزوجين .
إنّ الزواج أعظم مؤسسة في الإجتماع البشري , بالرغم أنّ أفرادها لا يتعدون _ غالباً _ : الأب و الأم و ثلاثة أطفال أو أربعة . و لذا حريّ بك أيّها المسلم أن تُقدّر الأمر جيدّاً , فإن تفعل _ و أنت قادر على الفعل _ تكن قد نفذت وصية الله إليك إذ أعطاك حق القوامة في العلاقة الزواجيّة .



[1] . هناك فرق بين مفهوم " القيادة " و مفهوم " الإدارة " . فالقيادة تهتم بالمستقبل و التخطيط الجيّد لبلوغ الأهداف الكبرى , و بالتّالي فهي تهتم أكثر بالأشياء المهمّة . و هنا في مجال العلاقة الزواجيّة , فهي تعتني برسم أهداف كبرى للعلاقة الزواجيّة و المستوى المنشود الذي يجب أن تبلغه العلاقة الزواجيّة في تحقيق مقاصد الزواج : دينيّاً و نفسيّاً و اجتماعيّاً . أما الإدارة فهي تهتم بالحاضر الراهن و توجيهه لتحقيق أهداف المستقبل , و بالتّالي فهي تهتم أكثر بالأشياء الصغيرة و التفاصيل الدقيقة . و هنا في مجال العلاقة الزواجيّة فهي تعتني بحلول المشاكل و سُبل تجاوز الخلافات و فنون إنماء الحب و كل ما يمكن أن يساعد على تطوير العلاقة الزواجيّة .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق