ينبغي أن تتذكر أيّها الزوج أنّ القوامة الرشيدة لها جناحان : القيادة و
الإدارة . و من هنا تذكر أنّ قواعد القيادة الناجحة , و الإدارة الإيجابيّة في
مجال العلاقة الزواجيّة , تتلخص في التّالي :
× القدرة على التأثير
الإيجابي في الزوجة و تحفيزها على العمل _ بقناعتها _ في الإتجاه الذي يحقق أهداف
الزواج و غاياته المنشودة .
× القدرة على
التنسيق بين الفروق الجوهريّة بين شخصيّتك و شخصية زوجتك من جهة , و الأهداف
الكبرى المنشودة من جهة ثانيّة .
× القدرة على
حلّ المشاكل و التحديّات الثنائيّة , و السيطرة عليها , بل و استغلالها لصالح
الإستقرار و السعادة الثنائيّة بينك و بين زوجتك .
× القدرة على
مساعدة الزوجة لتنميّة مهاراتها و إشعال قدراتها الأنثويّة للمساهمة في تحقيق
السعادة و النجاح . و بالتّالي عدم اختصار إنجاح الزواج في شخصك .
× القدرة على
المحافظة على تنفيذ النظام الزواجي المتفق عليه بينك و بين زوجتك لتحقيق الهدف
الأعلى لكما بسلاسة و كفاءة و فاعلية .
× القدرة على
فهم شخصيّة زوجتك . فالنجاح يعتمد على الحافز الذاتي , و الحافز إنّما ينبع من
القناعة الذاتيّة , و لن تُقنع زوجتك بضرورة إنجاح زواجكما إلا بفهم أنوثتها .
× القدرة على
إصدار التوجيهات و الأوامر لزوجتك بأسلوب مهذب و جميل . فهي ليس أمَةً عندك كما
أنّها ليست آلة , بل هي إنسانة لها مشاعر و أحلام و شخصيّة .
× القدرة على
تحسيس زوجتك بقيمتها الغالية في قلبك , و بأهميّة دورها الكبير في حياتك , بل و
نجاح العلاقة الزواجيّة بينكما .
× القدرة على
المبادرة لفعل كلّ ما يمكن أن يخلق أجواء المحبّة و الإثارة و التحفيز و
الإستقرار. فجميل جدّاً أن تؤدي واجباتك
قبل المطالبة بحقوقك . فكن مصدر إلهام لزوجتك الحبيبة .
× القدرة على
فهم أنّ أهم عنصر في نجاح أيّة مؤسسة _ و الزواج مؤسسة _ ليس المدير بل الأفراد .
و لذا من المهم أن تولي عنايتك الفائقة لزوجتك , فهي أساس النجاح للعلاقة
الزواجيّة .
× القدرة على
تجاوز تقاليد و أساليب النّاس في التّعامل مع الزوجة إلى ابتكار أساليب راقية و
جميلة . فالمسلم قدوته رسول الله r . و لم يعرف
تاريخ الزواج إنساناً أتقن فن العلاقة الزواجيّة مثل رسول الله r .
× القدر على
التنسيق بين التركيز على الزوجة المثاليّة التّي تحلم بها , و بين طبيعة الإنسانة
التّي تزوجتها . فروعة الصورة المثاليّة تتجلّى مساعدة شريك الحياة على الإرتقاء
إلى ذراها السامقة .
× القدرة على
زرع بذور الثقة المطلقة بينك و بين زوجتك . فمن المستحيل نجاح الزواج مع انعدام أو
ضآلة الثقة بين الزوجين . إنّ الثقة وقود المنافسة بين الزوجين في جلب السعادة و
الجمال لزواجهما .
عندما تمتلك هذه القدرات , عندها فقط تستطيع _ بإذن الله تعالى _ أن تمارس دور
قوامتك على زوجتك , بركنيها : القيادة و الإدارة {[1]} , و لكن في مستوى
الجمال و الحب و الإيجابيّة , و عندها _ فقط _ ستجد زوجتك الحبيبة مسرورة و سعيدة
بقوامتك عليها . فالمسلم ليس يهمّه في زواجه الإستمراريّة على أي شكل كانت و في أي
مستوى , بل هو يحرص _ كلّ الحرص _ على أن يكون زواجه مرآة الجمال و الإبداع الممكن
بين الزوجين .
إنّ الزواج أعظم مؤسسة في الإجتماع البشري , بالرغم أنّ أفرادها لا يتعدون _
غالباً _ : الأب و الأم و ثلاثة أطفال أو أربعة . و لذا حريّ بك أيّها المسلم أن
تُقدّر الأمر جيدّاً , فإن تفعل _ و أنت قادر على الفعل _ تكن قد نفذت وصية الله
إليك إذ أعطاك حق القوامة في العلاقة الزواجيّة .
[1] . هناك فرق بين مفهوم " القيادة "
و مفهوم " الإدارة " . فالقيادة تهتم بالمستقبل و التخطيط الجيّد لبلوغ
الأهداف الكبرى , و بالتّالي فهي تهتم أكثر بالأشياء المهمّة . و هنا في مجال
العلاقة الزواجيّة , فهي تعتني برسم أهداف كبرى للعلاقة الزواجيّة و المستوى
المنشود الذي يجب أن تبلغه العلاقة الزواجيّة في تحقيق مقاصد الزواج : دينيّاً و
نفسيّاً و اجتماعيّاً . أما الإدارة فهي تهتم بالحاضر الراهن و توجيهه لتحقيق
أهداف المستقبل , و بالتّالي فهي تهتم أكثر بالأشياء الصغيرة و التفاصيل الدقيقة .
و هنا في مجال العلاقة الزواجيّة فهي تعتني بحلول المشاكل و سُبل تجاوز الخلافات و
فنون إنماء الحب و كل ما يمكن أن يساعد على تطوير العلاقة الزواجيّة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق